مقالات وآراء

القضية الجنوبية.. لا مفر منها مهما أجّلوا حلها

كتب: علي محمد السليماني

تعد القضية الجنوبية ثاني قضية مهمة وعادلة بعد القضية الفلسطينية، ولا مفر منها مهما حاولت الأطراف اليمنية إطالة أمد الصراع، ورفض الحل باستكمال فك الارتباط، والعودة إلى الوضع السيادي المستقل لما قبل عام 1990، وأمامها في نهاية المطاف التسليم بحق شعب الجنوب في قيام دولته المستقلة سلماً أو حرباً.

لقد باتت المعاناة تعصف بالإقليم والمجتمع الدولي، وأمست مصالح العالم في خطر، وهو ما لم تقبل به القوى الدولية، ناهيك عن استمراره.

إن لجوء الأطراف اليمنية إلى شراء الذمم، وتنصيب شخوص جنوبية تدعو إلى بقاء احتلالها للجنوب، حيل مكشوفة ومحاولات يائسة تدل على الإفلاس الذي لن يكون مقبولاً أو مقنعاً لأحد..

فالجنوب العربي ليس جزيرة أو منطقة جغرافية مجهولة استولت عليها الأطراف اليمنية في حربها على الجنوب في صيف 1994، واحتلتها في 7/7 بعد 70 يوماً من الحرب، بل هي موقع جيوسياسي ذو أهمية قصوى للمصالح الإقليمية والدولية والتجارة العالمية، ليس منذ العصر الراهن بل منذ الحضارات القديمة..
ومهما حاولت الأطراف اليمنية سيظل مصير محاولاتها الفشل الذريع، وستقام دولة الجنوب العربي المتحدة رغما عنها.

إن ما تتعرض له اليمن الحوثية من ضربات جوية وبحرية، وبقرار من مجلس الأمن الدولي، لدليل أكيد على رفض العالم لألاعيب القوى اليمنية التي توزعت بين حوثيين وشرعية، للتمويه والهروب من الاستحقاق، والعودة إلى واقع الدولتين قبل إعلان الوحدة المقبورة.

ويفترض بتلك الأطراف أن تتحلى بالشجاعة الأدبية والأخلاقية، وتعلن قبولها بحق شعب الجنوب العربي في اختيار مركزه السياسي، بجوار حسن وعلاقات أخوية بين الشعبين الشقيقين والجارين في الجنوب العربي واليمن العربي، وذلك أدعى وأحق أن يتم العمل به.

زر الذهاب إلى الأعلى