مسحوقون

كتب/ نادرة حنبلة
لعلنا لم نتعلم الدرس، ولم نستفد من تجاربنا الماضية، ولم نستوعب بعد ما ألمّ بالشعب، ولم نتحمل المسؤولية..
نحن مسحوقون منا ومازلنا نختلف من تحت الطاولة رغم تصالحنا واتفاقاتنا، وإلا لن نبقى في هذا الوضع المتردي الذي وصلنا إليه لخذلاننا لبعضنا البعض..
العدو وجد فرصة اختلافاتنا لينهش ويستفرد بشعبنا كما تنهش الذئاب الفريسة..
مسحوقون نحن تحت وطأة دسائسنا وتوجهاتنا السياسية التي تظهر هنا وهناك، ونلملمها قدر الإمكان، ولم يستوعب الآخرون أن سحق الشعب بالحرب القاتلة بأدوات خفية سببه أننا لسنا معاً قلباً وقالباً، رغم أن القضية الجنوبية وصلت آفاقاً بعيدة، وسطعت في سماء الدول ومنها دول القرار، وهي فرصة لنقطفها ونتلاحم من أجل شعب يموت في اليوم ألف مرة ولم يتبقَ لديه ما يستطيع أن يفعله. الصبر ضاق من صبره، فهل مطلوب من الشعب الخروج عن السيطرة والدفع به للمساس بالأمن والأمان؟!
هل القصد من وراء كل هذه المعاناة خروج الشعب للاحتجاجات وتوسبع رقعتها، وتصبح أعمالاً تخريبية مخلة بالقانون، وتنفلت زمام الأمور..؟!
مازال الشعب صامداً رغم الجوع، رغم المعاناة الكثيرة والكبيرة، رغم الأوضاع المنهارة، وليس تبديل رئيس للوزراء حلاً ولا تعديل وزاري حلاً، طالما الحلول مقيدة والمسؤول مقيد لا يستطيع تحريك بيدق في رقعة شطرنج.
لم نجد أي حل لصالح الناس رغم تعاقب الحكومات، وكان الأولى بذوي القرار مراجعة كل الأجندات وأسباب التدهور وأسباب ما جرى ويجري في أرض الجنوب بالذات.. للأسف نعمل على مبدأ ديمة وخلفنا بابها..
ألا يحق لنا أن نعترض؟ أم نبقى بيادقاً تحركها أصابع من خارج سمائنا، لتقويض بعصنا وأن لا نحتكم للحق.
ما أحوجنا لتلاحمنا كقوى ظاهرة ومتمكنة على الساحة… ألا يمكن لنا أن نتوحد ونهزم المخططات التآمرية، ونخرس المتآمرين علينا وعلى جنوبنا.. للأسف لم نستوعب بعد، فحق علينا أن نسحق.