ما تشاور قوم في أمور حياتهم إلا هُدوا إلى أفضل الأمور

كتب / أفراح العابد
الحوار الوطني ضرورة إنسانية، يعزز الوحدة الوطنية لتحقيق المزيد من التفاعل في المجتمع المدني، وتحفيزهم على تقديم المبادرات الوطنية التي تسهم في إبراز وتعزيز التسامح والتعايش والتلاحم..
كان الحوار الوطني الجنوبي منصة جنوبية أوجدت مساحة لتلاقي مجمل وجهات النظر السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأسهمت في إيجاد توافق وتفاهم بين مختلف الأطراف والتيارات في المجتمع الجنوبي، وتقديم رؤى ومقترحات لتقارب الرؤى لاستعادة دولته الجنوبية..
حوارنا الوطني الجنوبي أثبت أن الجنوب يمتلك قدرة عالية على التواصل والحوار والتعاون، وأسهم في تعزيز الديمقراطية والشراكة والمسؤولية في المجتمع الجنوبي، والتأكيد على التماسك السياسي والاجتماعي، وهي محطة مهمة في تاريخ الجنوب، جاء يعبر عن طلب حقيقي لدى الناس..
جاء الحوار الوطني لتقريب وجهات النظر وتصحيح المواقف السلبية، وأزال فجوات المتحاورين وأظهر الحقائق، وعزز كمية المعلومات لدى المتحاورين حول المواضيع المطروحة، ونشر الألفة والمحبة والعلاقات الجيدة. كانت جلساته ليس مناظرة بين رؤى متنافسة، ولكن مساحات مشتركة بين جميع الآراء..
أثبت حوارنا أننا جميعاً نقف على أرضية ثابتة راسخة، في الانطلاق نحو بناء دولة على الثوابت الجنوبية الوطنية..
من خلال الأطروحات التي رأيناها في حوارنا الجنوبي، فإن فكرة تقبل الرأي المختلف معك هو مختلف ليس أكثر مادام يقف على أرضية وطنية جنوبية.. رأينا التنوع وحجم المشاركات والرؤى المطروحة في توجهات المختلفة الموجودة، وطرح أفكار قابلة للتطبيق لأنها طرحت فكرة الحوار التي تخلو من فكرة الشروط، لا أن تتباحث وتتناقش، قد تقبل آراءك أو لا تقبل، لأن الجميع يقف على أرضية جنوبية خالصة وأرض وطنية للجميع.
جاء الحوار الوطني وهدفه الصالح العام، وهو المصلحة العامة للجنوب.. لأنه لا توجد مكتسبات شخصية في هذا الحوار أو تكسب شخص من المشاركين، إنما لديهم رغبة في أن يصلح الوطن بشكل أفضل..
ما تم في الحوار نتائجه بشائر خير على كل الأصعدة، وتبشر وتطرح التفاؤل بأن القادم سيكون افضل وبشكل كبير..
سيتجدد ويستمر الحوار ويطرح الأفكار وصور التفاهم أو التوافق المجتمعي، ويضمن حق الجميع في المشاركة والتنمية، والتخلي عن فكرة التثبت في الرأي وهو أولى مقومات المشاركة في حوارنا الجنوبي. إنك قابل لتقبل أفكار الآخر وتقبل ارائه.. ففكرة طرح نظريات التشكيك المستبعد الوحيد بإجماع الجنوبيين المتحاورين، بإجماع من لديه وعي وطني حقيقي..