من تاريخ النزوح الآثم إلى عدن

كتب/ علي محمد السليماني
استقبلت سلطنات الجنوب العربي النازحين من اليمن، تحت تأثير الأحداث فيه، أو طلباً للرزق في عدن اللحجية التي كانت مستعمرة بريطانية، حيث استقبل الجنوب أول موجة نزوح كثيفة عام 1927م، بعد استقلال مملكة اليمن وخوض حروبها لإخضاع تهامة الإدريسي بخيانة بريطانيا، وإخضاع اليمن الأسفل بخيانة محمود نديم بك التركي وجيشه الذي انقطع في اليمن، وناصر الامام يحيى حميد الدين. ثم نزوح عام 1934م، ونزوح عام 1948م، وهذان النزوحان تمركزا في مستعمرة عدن اللحجية من أرض سلطنة لحج بالجنوب العربي.
كذلك نزوح كثيف للعمالة أثناء العمل في بناء مصافي عدن عام 1952م، ثم نزوح من يطلق عليهم بالثوار خلال عامي 1970 و 1978م، وصولاً إلى الاحتلال اليمني البغيض لأرض الجنوب العربي (دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) في 7/7/94. وأخطر نزوح هو ما يجري حالياً، رغم ظروف الجنوب الصعبة وصعوبة الحياة فيه، الأمر الذي دفع بالقوى الشمالية والتجار من اليمن العاملين في الجنوب، إلى تمويل حركة النزوح إلى عدن الذي ظهرت بروفته الأولى يومي 10 و 17 مايو الجاري في ساحة العروض بمديرية خور مكسر في العاصمة الجنوبية الجريحة عدن.