القرصنة في ضجيج الأضواء مهزلة عدائية

كتب/ سالم حسين الربيزي
عندما تخرج الأيادي البيضاء للمطالبة بحقوقها المشروعة في تفعيل دور الخدمات العامة، مثل الكهرباء والماء ودفع الرواتب، تكون هذه المطالب عادلة ولا غبار عليها. ولكن عندما تحاول بعض العناصر المزروعة والحاقدة خلق الفوضى لزرع الفتنة والقفز على المسار السلمي للمطالب المشروعة لأبناء عدن، وتقوم بالاعتداء على رجال الأمن، هنا تكمن المصيبة التي تعكس اختلالًا في المعادلة، وترجح الكفة لصالح من يعلنون الحرب الاقتصادية على الشعب الجنوبي.
فالاعتداء على رجال الأمن يلفت الأنظار إلى صناعة المشكلة معهم وترك مطالب الشعب، ما يجعلك شريكًا أساسيًا في حرمانهم حقوقهم. إذا كنت ترمي بالحجارة لإثارة غضب الجنود الذين يمتلكون البندقية، فهذا يدل على أنك أداة بيد غيرك لتنفيذ مشاريع عدائية وإيقاظ الفتنة، وأنت تعلم أن الفتنة أشد من القتل. والمصيبة الأخرى هي إجهاض مطالب الشعب الذي يعاني الأمرين.. فإلى أي صنف تنتمي؟
لقد أظهرت شيئًا منكرًا وأفسده الوعي الأمني المغروس في أذهان الجنود، والذي يرافق طبيعة عملهم كسلوك توعوي متفوق على ضبط النفس عند مواجهة الخلايا الشكلية التي تصطاد في الماء العكر. لكن لا تقاس البشر بالأحجام، بل بوجود كفة أخرى تسمى رزانة العقول السلمية المتواجدة في الجسم السليم، والتي أظهرت حنكة رجال الأمن عند تعرضهم لمواقف مستفزة وجهًا لوجه.
هنا تتبين معادن الرجال من خلال تصرفاتهم المتفوقة، دليلًا على دور التوجيه المعنوي المؤثر في نفوس رجال الأمن البواسل. وهذه ليست المرة الأولى، بل سبقتها العديد من المواقف التي تبرز مستوى الوعي الأمني أمام الحاقدين.