مقالات وآراء

ذكرى فك الارتباط عادت لترسم على جباهنا وشم الثبات..!

كتب: عبدالله الصاصي

تعود الذكرى 31 لفك الارتباط في هذا العام ونحن اكثر ثباتاً وقوة تزلزل الجبال وتكبح جماح من يفكر بالمساس بجنوبنا العربي الحبيب ، وما ذلك إلا استلهام من الملاحم البطولية التي خاضها جيشنا الجنوبي الباسل والشعب الأبي بعد إعلان فك الارتباط من قبل الرئيس علي سالم البيض وماتلاه من معارك ضد جحافل الغزو العفاشي الذي انطلق من العاصمة اليمنية صنعاء من ذلك القرار الذي صدر في مبنى وزارة الداخلية العفاشية حينذاك .

وفي الوقت الذي خاضت خلاله القوات الجنوبية أشرس معركة لها في عمران وفي ظل عملية غادرة للجيش العفاشي والذي حاول الانقضاض على اللواء الثالث مدرع الذي صمد وقاتل بشراسه وكاد يهزم أكبر قوة دحباشية من الجيش العفاشي لولا الأمر الصادر من علي عفاش لزعماء القبائل التي كانت تسمى ( طوق صنعاء ) بمساندة قواته وتطويق المعسكر من كل الاتجاهات والتصويب على رجال الجيش الجنوبي ، ومن هول الخوف الذي انتاب الزعيم على عفاش جراء التحدي والصمود الذي ابداه الجنوبيون وهم يناطحون بالدبابات التي تحت ايديهم دبابات جيشة نظراً لقرب المسافة ( من النقطة صفر ) .

ومن ملحمة الجيش الجنوبي في عمران إلى ملحمة ( دوفس ) إلى الجنوب من أبين في اليوم الأغبر على جحافل الجيوش العفاشية ومعهم المتأسلمون الذين جلبهم الزنداني وعبدالله بن حسين الأحمر من افغانستان ، ومع كل ذلك الحشد الذي تقهقر أمام قوة جنوبية قليلة العدد والعتاد ، وحينما إعاقة التقدم نحو عدن لأيام ، وحين وصلت الاخبار للشيخ عبدالله عن قوة الثبات والصمود في دوفس ، ومع الاسم الذي وصل إلى مسامعه لأول مرة وفي ظنه بانه اسم قائد جنوبي فقال حينها قولته المشهوره ( جيبوه حي ولاميت ) هههه ، في حين لم يدرك أن ذلك اسم الوادي والأرض التي جحب جيشه فيها وقتل منه الكثير من القادة والجند .

ولاننسى جبهات العند وخرز والتي بدورهما ذاقت قوات الغزو العفاشي العلقم ، وعلى أثر ذلك ارسل علي عفاش برقية بتغيير القادة العسكريين من الدحابشة واستبدالهم بقادة جنوبيين من جيش ماكان يسمى ( بالزمرة ) من الذين خرجوا بعد احداث يناير 86 م ، قاده عبدربه منصور هادي رمز المرور إلى عدن ، بعد إشارة من علي عفاش الذي هاج كيانه واصيب حينها بالهستيريا عندما كان يشاهد الهزائم لجيشه من ابناء جلدته وهم يتقهقرون رغم كثرتهم أمام كتيبة جنوبية ،ولهذا توسل للعقيد عبدربه منصور حينها ليتولى الهجوم بقوات على راسها جنوبيين ، وإلا ماكان جيش العفاشيين لينتصر ( دق الحجر باختها ).

ومن جو البطولات الجنوبية سابقاً ومن مانراه اليوم امامنا من الجيش الجنوبي الصاعد احفاد ( احفاد عنتر – مصلح – الجرادي – جواس – ملهم – باصهيب ) وغيرهم من القيادات الجنوبية نعتذر عن ذكر اسمائهم حتى لايطول المقام ، ومع ذلك سيظلون خالدون في ذواكر النشء وهم من صنعوا ذلكم الجيش الجنوبي الذي لم يتقهقر قط في ميادين العز والشموخ لولا الغدر الذي مارسه علي عفاش لتفتيته ، وذلك من خلال المصداقية التي تحلى بها الرعيل الأول من القيادات الجنوبية التي عرفت معنى الولاء للوطن فصنعت جيل تربى على العقيدة العسكرية بما تعنيه من الوفاء للأرض ، ودونته على جباه كل من عايشهم وبدورهم زرعوه في وجدان النشء ليلتقي اليوم مع الجينات الجنوبية في الاجساد التي توارثتها وحفظتها ، لتخرج منها تلك العصارة المعطرة برائحة دخاخين معارك الإباء هذا الجيش الجنوبي الصمصام الذي نشاهده يتربع على قمم الجبال ويجوب السهول والوديان الجنوبية في مواقع الدفاع والهجوم حفاظاً على تراب أرض الجنوب العربي .

في ذكرى فك الارتباط نجدد العزم والوفاء ونرسل للعالم القريب والبعيد رسائل الثبات على مبدأ الخروج من قمقم اليمننة والوحدة البغيضة إلى رحاب الاستقلال وبناء الدولة الجنوبية ،مهما طال التحمل لجور الأزمات الاقتصادية والتجني على حق المواطن الجنوبي وحرمانه من ابسط الخدمات .

في الذكرى 31 لفك الارتباط نقول لمن تسول له نفسه أن الإحباط ليس له مكان في حياة احرار الجنوب ، ونؤكد للواهمون ومن يظن بأن سياسة الافقار قادرة على شق الصف لتعود عجلة التحرير والاستقلال إلى الوراء بأن ذلك ضرب من الخيال .

وفي مناسبة ذكرى فك الارتباط نهنئ ونبارك للقيادة الجنوبية في مسعاها نحو الهدف الاسمى المتمثل في التحرير والاستقلال وبناء الدولة على كامل تراب الوطن الجنوبي ، وبعد ذلك نتفق على نظام الحكم .

زر الذهاب إلى الأعلى