مقالات وآراء

قضية الجنوب.. الثابت الوطني والبوصلة التي لا تحيد.

كتب/ لطفي الداحمة

في خضم التحولات السياسية التي تشهدها الساحة اليمنية، يظل شعب الجنوب متمسكاً بثوابته الوطنية وفي مقدمتها حقه المشروع في استعادة دولته المستقلة، باعتبارها القضية المركزية التي لا تقبل المساومة أو التنازل.

لقد أثبت الواقع السياسي أن أي مشاريع أو مبادرات لا تنطلق من هذا الثابت الوطني مصيرها الفشل، مهما كانت شعاراتها براقة أو وعودها زائفة، فالشعب الجنوبي لم يخرج إلى الميادين ولم يقدم التضحيات ليعود إلى المربعات القديمة، إنما خرج من أجل التحرر الكامل واستعادة دولته على حدود ما قبل عام 1990م.

وفي هذا السياق، من المهم التأكيد على أن المكونات السياسية مهما اختلفت مسمياتها أو خلفياتها تظل أدوات مرحلية ومتغيرة، أما القضايا الوطنية الكبرى كقضية الجنوب فهي ثابتة وتعلو فوق الحسابات الحزبية أو الاصطفافات المؤقتة.

إن الشارع الجنوبي اليوم أكثر وعيا من أي وقت مضى، وقد عبر بوضوح عن موقفه الراسخ من أي مشاريع تنتقص من تطلعاته أو تحاول القفز فوق نضاله الطويل، فلم يعد هناك مجال للالتفاف أو التلاعب باسم الحلول المرحلية أو التوافقات المؤقتة.

الجنوب لا يختزل في ملف تفاوضي، إنه قضية شعب وهوية وطن ومسار تحرري متكامل، وكل من يحاول تجاوز هذه الحقيقة سيجد نفسه معزولاً عن إرادة الناس وخارج سياق التاريخ.

إن الحفاظ على وحدة الصف الجنوبي وتحصين القضية من محاولات التشتيت أو التمييع، يتطلب من الجميع أفرادا ومكونات، أن يجعلوا من استعادة دولة الجنوب الهدف الذي لا يُساوم عليه.

نقولها بوضوح الجنوب قضيتنا وثباتنا، وما عداها مجرد متغيرات.

السبت 31 مايو 2025م

زر الذهاب إلى الأعلى