بين استعادة الدولة الجنوبية وخلخلة مقومات استعادتها.. الفجوة تتسع

بقلم اللواء: علي حسن زكي
ان شعب الجنوب ومنذُ العام١٩٩٤م يقدّم التضحيات تلو الآخرى تحت سقف هدفه إستعادة الدولة الجنوبية كاملة الحُرية والسيادة والإستقلال الواحدة الموحّدة من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً على حدود ماقبل مايو ١٩٩٠م المتعارف عليها دولياً .
ولقد بات واضحاً من مستجدات المشهد ما يُعتمَل على الأرض ان ( الفجوة تتسع ) بين إستعادة الدولة الجنوبية وخلخلة مقومات إستعادتها، وفي التفاصيل: احتقان شعبي ومجتمعي بسبب ما آلت إليه أوضاع الناس من ظائقة معيشية وخدمية وإنقطاعات الكهرباء والماء وتأخير صرف المرتبات راتب الشهرين يصل في شهر على فتاته وقيمة صرف الدولار وصل حتى الآن مايقارب ٣٠٠٠ ريال يمني وقيمة صرف الريال السعودي ٨٠٠ ريال وإنعكاس ذلك في إرتفاع الأسعار وكل متطلبات العيش والحياة وإرتفاع حجم معاناة الناس ، لقد وصل الحال ببعض الأُسر وأطفالها تناول وجبة واحدة في اليوم (أوضاع مؤلمة) وربما ينفجر الاحتقان في وجه الكل أن استمر الحال على ماهو عليه ودون أي معالجات تأتي أكلها (الجوع كافر).و(قبل أن يفكر الإنسان بالسياسة والأدب والفن، فكر بما يحتاج إليه من المأ كل والمشرب والملبس والمسكن).
وفي السياق هناك قوات وألوية عسكرية جنوبية وبالمقابل تم تأسيس ألوية عسكرية اخرى وكل منتسبوها جنوبيون وهو اخطر قنبلة موقوتة يمكن تنفجر في ا ي لحظة ويصبح الجنوب على مواجهات عسكرية بين ابناءه وخطورة ذلك البالغة في تمزيق النسيج الإجتماعي وعلى روابط القربى وصلات الجوار ، وسيكون من مظاعفاته الخطرة لو حدث لاسمح اللَّه أيضاً إنتشار ظاهرة الثأر الأهلي وتهديد السّلم المجتمعي .
فيما هناك مشروع تمزيق وحدة الجسد الديمغرافي والمجتمعي الجنوبي الواحد : مشروع الحكم الذاتي الذي أطل من وادي حضرموت وإعلان وثيقة المبادئ السياسية لدولة حضرموت حتى الآن ، وإنتشار ذلك حيث بدأت الإحتجاجات الحقوقية في أبين تنحو منحى المطالبة بالحكم الذاتي وتمكين كفاءات أبين لإدارة شؤون محافظتهم ، وربما يصل ذلك إلى محافظات جنوبية آخرى طالما استمرت المعاناة وطالما استمر تجاهلها وعدم الالتفات اليها ومعالجتها.
ومحافظة المهرة على صفيح ساخن وما يقال عن تدريبات ومعسكرات وكذلك كسب للقبائل اتضح من خلال محاولة إعتراض نقل قيادي حوثي تم القبض عليه في منفذ الخروج إلى عمان والإصطدام بالقوة العسكرية التي كانت تقوم بنقله بغرض توصيله عاصمة المحافظة وسقوط احدى القيادات العسكرية شهيداً وما تلى ذلك محاولات الحوثي إختراق المهرة عسكرياً وحشود قبليه عبر الصحراء ومحاولة دخول اطقم عسكرية تحت إسم شيوخ قبائل خولان لغرض إخراج الشيخ الحوثي الذي تم القبض عليه بالمنفذ متسللاً وصدّها من قبل القوات الأمنية الجنوبية في نقاط الدخول ، ووراء الاكمة ما ورائها .
ان الحمل قد بات ثقيلاً على المجلس الإنتقالي لاريب ورياح التآمر عليه وعلى إستعادة الدولة الجنوبية قد باتت تهب من كل حدب وصوب ، التعويل على قيادته، الأمل خير والنصر ابداً حليف الشعوب المقهورة …