وداعاً أيها القائد الشريف والاخ النبيل.. ناصر شيخ السعيدي قائد قطاع دثينة رمز البطولة والمبادئ

كتب / أبو مرسال الدهمسي
بقلوب مكلومة يعتصرها الألـم وراضية بقضاء الله وقدره، اكتب هذه الكلمات أعبر واودع فيها فارساً وبطلاً من أبطال الميدان المدافعين عن أمن واستقرار المنطقة، نرثي الأخ النبيل القائد ناصر شيخ السعيدي، قائد قوات الحزام الأمني قطاع دثينة في المنطقة الوسطى بمحافظة أبين. سنفقدك أيها القائد الصادق، والرفيق المخلص، والأخ النبيل الذي كان عوناً وسنداً ، صاحب مبدأ، وحارس الأمن، وبوصلة المواقف الثابتة.
لقد كان الفقيد القائد ناصر شيخ السعيدي احد ابرز رجال المهمات الصعبة، عملنا معه أعوام كثيره عرفناه فيها شريفاً نزيهاً قوياً في الحق، وبطلاً لا يخشى في الله لومة لائم، احد أسود المنطقة الوسطى مقدامًاً حين تناديه وحيث ما يكون الوجع والجرح يكون لا يتراجع حين تناديه ميادين الشرف والكرامة، عزيز نفس رغم وضعه الصعب أحياناً لا يساوم على المبادئ والقيم ولو يهلك لا تغرية مغريات الأعداء ولا منصب ولا مغنم.
سيرة ناصعة ومواقف لا تُنسى للفقيد البطل ناصر شيخ
ماذا عسانا أن نكتب عنك أيها الأخ القائد وأنت السيرة العطرة التي لا تكفيها الصفحات، والمواقف الشامخة التي لا تُختصر في مقالي هذا أو حتى في اثنين؟
منذ عرفناك، وأنت الحاضر بيننا في كل لحظة خطر مع ابطال الحزام الأمني بالمنطقة الوسطى، في حماية الأمن والاستقرار ومواجهة فلول الشر والإرهاب، وبقايا الإحتلال اليمني، مواقف مشرفة ، وضد الخارجين عن النظام والقانون. كنت مع من حولك درعاً منيعاً لنا وصمام أمان لقطاع دثينة خاصة وما حوله، ولا يقتصر على ذلك بل إصلاح بين الناس، حريصاً على إصلاح ذات البين وتكاتف الجهود ورص الصفوف، باذلًا جهدك وكل من حولك من الشرفاء في كل ما يعيد الأمن والأمان والسكينة العامة والسلم المجتمعي الجنوبي.
كم من مواقف لك في ساحات الحرية والكرامة والنضال مدافعاً عن قضية وطن الجنوب وشعبه، مشاركاً مع القوات المسلحة الجنوبية في عملياتها وحملاتها العسكرية والأمنية. كم من مهمة أُسندت إليك فكنت لها؟ كم من روح بعثت فيها الامل والأمان، فستبقى كل مآثرك ومواقفك في وجداننا ما حيينا.
عاش الأخ القائد ناصر شيخ السعيدي شريفاً مخلصاً نقي السريرة، أبي النفس، لا يعرف الانكسار ولا التلون، ومات كما عاش وعرفناه عليه على ذات المبادئ التي طالما نادى بها ودافع عنها. مات واقفاً كشجرة باسقة لا تنحني للعواصف، وترك وراءه إرثاً ومسيرة من البطولة والعز والفخر. وذكر طيب بين كل الناس والدعاء لك
أيها الراحل العزيز. كلماتنا تعجز، وقلوبنا تنزف، لكن عزاؤنا أنك رحلت عن هذه الدنيا الدنية وأنت شامخ على العهد، لم تبيع او تفرط في دماء شهداء الجنوب الأبرار ولم تتراجع، وتركت لنا ذكراك الطاهرة ومسيرتك التي سنسير على خطاها بإذن الله والدرب المنشود.
نم قرير العين أيها القائد الشهم.. نم مطمئناً يا من زرعت حبك والطمأنينة في قلوبنا في أحلك الظروف.
نسأل الله العلي القدير أن يكرمك ويتقبلك شهيداً مع كل الشهداء الأبرار، وأن يجعلك في عليين مع الصديقين والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.
اللهم اجعل قبرة روضة من رياض الجنة، وثبّته عند السؤال، وارزق أسرته الكريمة وذويه وكل رفاقه ومحبيه الصبر والسلوان. انا لله وانا اليه راجعون.
والرحمة والخلود لروحك الطاهرة أيها البطل بن شيخ.