جحا أولى بلحم ثوره

كتب: محمد ناصر العولقي
تخيل نفسك واحدا من هذه المؤسسات أو الجهات الإيرادية التي لا تورد مبالغ إيراداتها الى البنك المركزي ، فأيهما أفضل لك :
1- أن تمتنع عن التوريد الى البنك ، وتستمر في صرف المبالغ التي لديك على نفسك ، وتسير بها أعمال مؤسستك وتصرف منها لموظفيك وغيره وغيره
2- أن توردها الى البنك وأنت تعرف انها أو جزء كبير منها سيتحول الى دولارات لصرف مرتبات شهرية لـ ( 11 ) ألف مسؤول يستلمون 110 مليون دولار شهريا ، ومش هكذا وبس بل ستظل تحف من مكان الى مكان وطلعة ونزلة ومتابعات وصبر أيوب لكي تحصل على مبالغ لصرفها على نفسك وعلى موظفيك وتسيير عملك وغيره وغيره ، وربما أيضا تورد المبالغ التي في يدك ثم تلحس كرسوعك …
عن نفسي لن أقوم بالتوريد إلا إذا كنت مغصوبا وليس أمامي خيار للتطحواس أو أن يتم أولا قبل مطالبتي بالتوريد إلغاء ذلك الكشف سيء السمعة لكي أضمن أن المبالغ التي سأوردها لن تتحول الى دولارات تصرف رواتب للذين يطالبوني بتوريدها .. ما لم فعلى قول المثل الشعبي : جحا أولى بلحم ثوره .
ربما أن البعض سيجدني ، بهذا الموقف ، أنانيا أو فاسدا أو كائنا من كنت وأفكر في مصلحتي الشخصية ، ولكن هذا الأمر لا يتعلق بي وحدي ، فالذي يطالبني بالتوريد أكثر مني أنانية وفسادا وتفكيرا في مصلحته الشخصية .
صح يا عرب وإلا أنا غلطان ؟