مقالات وآراء

عقال حضرموت خلف الكواليس

كتب: هويدا سالم

لكل من يتحدث خلف الشاشات عن الأطفال المتظاهرين :
هؤلاء لم ينزلوا عبثاً، بل عبروا عما يدور في عقولهم وما يوجع صدورهم…
لكن أنتم… أين أنتم لتلوموهم على الشغب والحريق؟
هل شعرتم يوماً بما يشعرون؟
لعل فيهم من لا يجد قوت يومه ، فنزل يبحث عن حقه بطريقته بما يراه صواباً بعقله وقلبه.

لا أرى بذلك حل ولكن أين أنتم لتصححوا المسار؟
لماذا لا تنزلون أنتم وتطالبون “بطريقة حضارية” كما تدّعون؟
أم أنكم آثرتم المراقبة من خلف الكواليس؟
من عقال الحارات ، إلى الأطباء، إلى المعلمين، إلى المثقفين، إلى المشايخ ، إلى الرجال الذين يتفتخرون بشواربهم أين أنتم من الموقف؟
تتابعون بصمت ، وكأن الأمر لا يعنيكم ، كأن على رؤوسكم تيجان من ذهب.
هل تعيشون في نعيم؟ تأكلون لحماً ليل نهار؟

أين رجال البلد؟ النساء نزلت تتظاهر ماهو عذركم!!
أين ذلك الجيش الذي رأيناه يتجول على الشاطئ في مهرجان البلده؟
أم أنه شعب للعرض فقط؟
وأين من ينتمون للانتقالي؟ وأين أصحاب الباخمري ؟؟؟
أعاجبكم الصمت؟
رضيتم أن تكونوا سلاطين زمانكم خلف الشاشات؟
أين النخوة؟ أين الدم؟ أين المواقف؟
ارحموا عقولنا
نريد منكم أن تقيموا خيمة سلمية للتظاهر ، خيمة يتجمع فيها الناس ليطالبوا بحقوقهم المشروعة بكرامة ووعي.
الأطفال الذين نزلوا إلى الشوارع يتكبدون تعب الحياة، من الفقر، من وجع الصمت وكأنهم يصرخون دون صوت: “ضاقت بنا الأرض ”

ويا مشايخ…ليس هذا وقت الحديث عن اللحية بالمنابر ، ارحموا عقولنا فما عندكم من علم ومواعظ لا يساوي شيئاً أمام الباطل الذي ترونه وتسكتون عنه والحقوق التي تسلب وأنتم صامتون.

الآن تكلموا عن الظلم في الشوارع وعن الجوع وعن الفساد وعن الحقوق المسلوبة وعن انعدام الكرامة.
ادعوا لبلادكم قفوا مع أبنائها صفاً صفاً ولا تكتفوا بالجلوس على الكراسي أو خلف الميكروفونات.

نحن نثق بكم ، وأملنا فيكم كبير بحكمتكم و بعقولكم وبقربكم من الناس…لا تتركوهم وحدهم يصرخون في الشوارع
انزلوا للميدان و نظموا الصوت واجعلوا المطالب واضحة سلمية، ومسموعة للضغط على الجهات المعنية.

ربنا ولِّ علينا خيارنا، واصرف عنا أشرارنا.

برأيكم… من المسؤول الحقيقي عن صمت النخب؟ وهل التغيير يبدأ من الشارع أم من فوق؟
خلونا نسمع أصواتكم هنا… مش من خلف الكواليس

#أمام_الكواليس
#خيمة_الشعب
#حضرموت_تنتفض

زر الذهاب إلى الأعلى