مقالات وآراء

في السياسة القرار الصحيح لا ينجح إلَّا بالتوقيت الصحيح.

كتب/م. مسعود أحمد زين

من باب الإنصاف حاول البنك المركزي عدن في شهر أبريل 2024م تقريبًا نقل المركز المالي بكامل منظومة البنوك التجارية إلى عدن للتحكم الصحيح بالسياسة النقدية والمالية للدولة بدعم كامل من مجلس القيادة الرئاسي.
1) كان الغطاء الدولي حينها ضعيف ولايتعدى المواقف التشجيعية ، أما الغطاء الإقليمي فالكل يتذكر التهديد الحوثي الصريح ضد هذه الخطوة بتدمير البنك مقابل البنك في الرياض و أبوظبي والمطار مقابل المطار ولذلك تجنبت السعودية والإمارات التصعيد مع الحوثي وضغطت على قيادة الشرعية بتجميد هذه الخطوات وفوقها إعطاء الحوثي أربع طائرات من اليمنية يكون مركز عملياتها مطار صنعاء وليس عدن.
2) لهذا السبب وجدت القيادة نفسها بدون
غطاء تمامًا وتوقفت عن إكمال تلك الخطوات المهمة واستمر الإنهيار المالي والإقتصادي بالمناطق المحررة ممَّا شجع الحوثي وشركائه للتغلغل السياسي أكثر وأكثر بالمناطق المحررة من خلال استغلال هذا الوضع الاقتصادي السيئ في تحريض الناس وتجنيد الكثير منهم بهدف النشاط المعارض والاستعداد لتوقيت مناسب يتم فيه الإنتفاضة على السلطة المعترف بها دوليا بالمناطق المحررة واسقاطها، وبالنتيجة يكون الحوثي حينها قد انتصر دوليا كسلطة شرعية منفردة قائمة في صنعاء وممتدة للمناطق التي كان يديرها الطرف الآخر .
3) اليوم لم يتوفر الغطاء الدولي فقط بل أصبح طرفًا مباشرًا في مواجهة الحوثي ومواجهة أي طرف آخر يحاول إستمرار التأثير السلبي على الوضع بالمناطق المحررة.
4) لهذا السبب بدأت الدولة اليوم بالخطوات الإدارية للتصحيح النقدي ولم تستطع فعل ذلك من قبل،
ومن المتوقع أن يتبع ذلك خطوات أخرى تم الإتفاق عليها مع البنك الدولي ومجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي لضبط المنظومة المالية للدولة والقطاع البنكي والإشراف اليومي على عمليات التدفق المالي ، وتعزيز الإيرادات العامة للدولة واعتماد برنامج دعم انمائي في الشهرين القادمة في مؤتمر للمانحين بأكثر من ملياري دولار ..
بالإضافة لخطوات ينشدها الجميع في محاربة الفساد المالي وإعادة تصدير النفط الخام والعودة الكاملة لفريق الدولة للعمل من الداخل وإغلاق الهدر المالي الخارجي بالعملة الصعبة.

#م_مسعود_احمد_زين

زر الذهاب إلى الأعلى