مقالات وآراء

الذكرى الأولى لاستشهاد الشهيد القائد حسين الرابض ومرافقه

بقلم: المقدم/ سمير مهلب القيناشي

تمر علينا اليوم الذكرى الأولى لاستشهاد أخي ورفيق دربي، القائد المغوار الشهيد حسين محمد الرابض، قائد قوات الحزام الأمني بمديرية المحفد، ومرافقه البطل تركي لكمح، اللذين سطّرا بأرواحهم ملحمة من الشجاعة والوفاء والصدق في ميادين الشرف والدفاع عن الأمن والاستقرار والأرض والكرامة والاستقلال.

لقد كانت لحظة استشهادهما فاجعة لا تُنسى، لا بالنسبة لي فقط، بل لكل من عرف هذا القائد النبيل، ولكل من عاش معه وتعلّم منه ورافقه في مواقع القتال أو في العمل الأمني. حسين لم يكن مجرد اخ ورفيق وقائد عسكري، بل كان مدرسة في الانضباط، ورمزاً للتواضع والأخلاق، والإخلاص في عمله ، وصاحب كلمة وموقف ومبدأ واحد لا يتزحزح ابدا حتى في أحلك الظروف.

عملنا معاً أنا والرفيق الشهيد القائد في أصعب الفترات خلال مشوارنا الكفاحي، تشاركنا فيه الخبز والخندق، وواجهنا التهديدات والتحديات كتفا جداً إلى كتف. كان حسين صلباً في الميدان، نقياً في النية، حادًّا على الباطل، ليناً مع رفاقه، لا يعرف الكلل، ولا يتأخر عن تلبية نداء الواجب الوطني والبطولي.

وكان معه دائماً رفيقه المخلص تركي لكمح، كان خير سند له، كما عرفته لا يفارقه في السلم ولا في الشدة. سقط الشهيدين معاً كما عاشا معاً رفيقين في الحياة، وشهداء في طريق العزة رحمة الله تغشاهم.

أكتب هذه الكلمات اليوم، وقلبي مثقل بالشوق والوجع لهم بعد مرور عام على فراقهم ، فالفقد كبير، لكن العزاء والفخر أن رفاقي سقطوا بالغدر في ميدان البطولة والواجب استشهدوا شامخين واقفين كالاشجار، وتركوا لنا إرثًا من العزة والكرامة والفداء،
ومسؤولية ثقيلة نحملها عنهم، وهي المضي قدمًا في حماية هذه الأرض، وتحقيق ما ضحوا من أجله.

رحيل حسين لم يكن نهاية، بل بداية لمسؤولية مضاعفة، ومواصلة لمسيرة الرجال النبلاء الذين لا يموتون، لأن ذكراهم باقية، وأثرهم خالد.

رحم الله القائد حسين محمد الرابض، ومرافقه تركي لكمح، وجميع شهداء الجنوب الأبطال.
وسنبقى على عهدهم أوفياء، لا نخون، ولا ننسى، ولا نتهاون. على دربهم ومشوارهم سائرون حتى النصر وتطهير كامل تراب الجنوب من الشر والإرهاب.

المقدم/ سمير مهلب القيناشي
أركان قوات الحزام الأمني المنطقة الوسطى محافظة أبين

يوم الإثنين بتاريخ 18 أغسطس 2025م

زر الذهاب إلى الأعلى