قواتنا الجنوببة صخرة الصمود ودرع الوطن الذي لا يُنكسر

كتب / رندا العامري
تتجه أنظار أبناء الجنوب إلى عقبة ثرة، حيث تعززت مواقع قواتنا الجنوبية في واحدة من أهم النقاط الاستراتيجية التي تربط محافظة أبين بالعاصمة عدن ولم يكن هذا التحرك للقوات الجنوبية مجرد إجراء عسكري، بل كان تعبيرا حيا عن يقظة الجنوب وشعبه واستعداده الدائم لحماية أرضه وعرضه من أي تهديد، مهما كان حجمه أو مصدره.
أن القوات الجنوبية التي وصلت إلى جبهة ثرة ليست جديدة على ساحات القتال ، بل هي امتدادٌ لتلك القوات التي صمدت في الضالع، وواجهت في كرش الاحتلال اليمني، وثبتت في شبوة، وظلت حارسةً للكرامة والعزة والشموخ في كل شبر من أرض الجنوب.
أن أسود قواتنا الجنوببة الباسلة رجالٌ لا يعرفون التراجع، يحملون في صدورهم إرثا من التضحيات الذي ورثوه من الاجداد منذ القدم ، وفي أعينهم صورة الشهداء الذين مضوا ليحيا الجنوب شامخاً فوق الأمم.
أن عقبة ثرة بتضاريسها الجبلية لم تكن عصية على قواتنا الجنوببة، بل جعلها الجندي المقاتل فخر واعتزاز لكونها بوابة الجنوب نحو الأمان، وممرٌ حيويٌ لا بد من تأمينه في ظل التحديات المتصاعدة .. وان تعزيز القوات الجنوبية هناك جاء بعد رصد تحركات مشبوهة، واستجابة لمطالب شعبية بضرورة تحصين الجبهة الشمالية لأبين، فكان الحضور العسكري الجنوبي بمثابة رسالة واضحة بأن الجنوب لن يُؤتى من ظهره، ولن يُترك للمجهول.
وهكذا عنون المقاتلين أننا في كل جبهة، وفي كل مكان و زمان نقاتل بإيمان، وننتصر بإرادة، شعبنا وتنسطر ملاحم تُدرّس في فنون القتال والانضباط.
ولهذا قواتنا الجنوببة يواجهون، يصمدون، ويكتبون التاريخ بدمائهم واليوم، وهم يتمركزون في ثرة، فإنهم لا يحرسون الجغرافيا فحسب، بل يصونون الحلم الجنوبي، ويحفظون تطلعات شعبٍ ناضل طويلًا من أجل الحرية والكرامة.
أن أسود قواتنا الجنوبية هم عزتنا وشموخنا هم من يرفعون الراية حين تُنكّس، ويثبتون حين يتردد الآخرون هم من يزرعون الأمل في كل خطوة يخطونها نحو النصر، ويؤكدون أن الجنوب لا يُحمى إلا بأبنائه، ولا يُبنى إلا بسواعدهم.
وفي زمنٍ تتكالب فيه الظروف والمحن ، وتبقى قواتنا الجنوببة هي الثابت الوحيد، والركيزة التي يُبنى عليها مستقبل الجنوب.