جيشنا الجنوبي

كتب/ نادرة حنبلة
تحل علينا الذكرى 54 لتأسيس الجيش الجنوبي. وبهذه المناسبة أستعرض معكم بعضًا مما أعرفه وأتذكره عن جيشنا الأبي، الذي كان صمام أمان للوطن الجنوبي في كل المراحل التي تعرض فيها الوطن لنكسات، ما بين حروب وبناء، ومواقف بطولية في إنقاذ المواطنين جراء الكوارث الطبيعية، حيث كان دائمًا في مقدمة الصفوف لدرء الكارثة ومساعدة الناس.
جيشنا، منذ تأسيسه وحتى تفكيكه من قبل نظام عفاش وحرب 1994، تعرض لمؤامرة كبيرة أدت إلى احتلال الجنوب وتفكيك معداته من صواريخ وعتاد ثقيل، وبالتالي إنهاء وجوده كمؤسسة عسكرية وطنية. لكن بعد عام 2015، أعادت القيادة الجنوبية، بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، ترتيب صفوف الجيش الجنوبي، وأخضعته لبرامج تدريب وتطوير قتالي حديثة. وظهرت قيادات كانت بالأمس مقيدة في منازلها بأوامر من الاحتلال الشمالي، لتتولى اليوم مسؤولية البناء وإعادة القوة والهيبة للجيش الجنوبي.
لا شك أن اليوم ليس كالأمس؛ فقد استطاعت قواتنا التصدي لجحافل الحوثيين المستميتة في محاولاتهم لاختراق مواقع الجيش، ومحاولة العودة لاحتلال الوطن الأبي، بجيشه العظيم ورجاله الأفاضل. وتضافرت الجهود، ولا ننسى دور دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، التي ساهمت في إعادة بناء الجيش، ومدّه بأحدث المعدات، وإخضاع العديد من منتسبيه لتدريبات عسكرية متقدمة.
وبعد ثلاثين عامًا، أصبح لدينا جيش وطني، رغم مآسي غياب الرواتب لأشهر، إلا أن وطنيته وحبه للوطن جعله صمام أمان، يقف عملاقًا وقويًا بفضل الله، ويكسر كل محاولات الهجوم الخارجي.
إنه حامي الوطن والشعب. ورغم كل التضحيات، يبقى جيشنا جدارًا منيعًا استعصت عليه كل المؤامرات.
لكل الرجال البواسل تحياتنا، وللشهداء الرحمة، وللجرحى الشفاء والعافية بإذن الله.