لازالت المراحل طوال

كتب : ياسر السعيدي
القضية الجنوبية قضية محورية وعادلة وما يطالب به الشعب الجنوبي من استعادة لدولتة الجنوبية الى ما قبل العام 1990م امر لا يختلف عليه اثنان لانه حق شرعي للجنوبيين بعد الانقلاب على الوحدة بحربين ضروسين اكلت الاخضر واليابس وقطعت كل عرى الاخاء بين البلدين والشعبين ولم يتبق منها الا ذكريات اليمة تجرعها الشعب الجنوبي على مدى ثلاثه عقود من الزمان .
الحاصل اليوم هو لعبة مصالح اقتصادية اقليمية ودولية ليثبت هؤلاء المتصارعون مصالحهم في الجنوب كلا على حدة وتوافق اللاعبين الدوليين على تجميد اي حلول نهائية لمشاكل اليمن ككل حتى تثبت مصالحهم الاقتصادية والهيمنة السياسية، وكل طرف منهم يحاول الاستئثار بنصيب أكبر من كعكة الجنوب فقط.
يحاول المتصارعون إطالة عمر الشرعية ليستخدموها كمحلل لتواجدهم في الجنوب لذلك هم يلعبون لعبة شد الحبل باستخدام هذه الشرعية التي تم تجميعها من أرض الشتات لتبرير تواجدهم واجبرت الجنوبيين على مشاركة هذه الشرعية في الحكومة لإبعاد الحرج عنهم وتقديم تطمينات للجنوبيين بأنكم مشاركون في صنع قراركم ورسم ملامح مستقبلكم القادم وكل هذه الاجراءات والاتفاقيات الموقعة باتت حبر على ورق لم ينفذ منها شيء .
الشرعية تلعب بالبيضة والحجر مع الجنوبيين فاعتمدت سياسات اقصائية وتجويعية لمناطق الجنوب فقط، فيما تركت محافظة مأرب وتعز لحكامها بكامل صلاحياتهم وأوعزت لهم بعدم توريد أي مبالغ لخزينة الدولة وحتى داخل العاصمة عدن أوعزت للموالين لها الذي يتبوؤون المناصب العليا في الحكومة وكثير من المؤسسات وبعض الوزارات بعدم توريد إيراداتهم الى البنك المركزي لكي لا يستطيع البنك المركزي الايفاء بالتزاماته في دفع المرتبات ودعم قطاع الكهرباء، لتنفيذ سياسة التركيع التي اعتمدوها ضد أبناء الشعب الجنوبي وسكوت مطبق من قبل رعاة الحل السياسي في اليمن ولا نعلم ما هي النهاية الحتمية لهذه السياسات العدوانية ضد الجنوب.
وبقي الجنوبيون وأمامهم المجلس الانتقالي يدورون في متاهة الشراكة واستعادة الدولة فلا يريدون إغضاب دول التحالف العربي بإعلانهم فض الشراكة من طرف واحد لإنقاذ الشعب الذي شارف على الهلاك ولم يستطيعوا السير في فلك الشرعية لانه قد يكلف المجلس الانتقالي أثمان باهظة شعبيا وسيكون طريقآ طويلا مليئا بالعراقيل التي تصطنعها منظومة الشرعية الجاثمة على صدر الجنوب، وبين هذا وذاك سيكون الضحية في هذه الشبكة اللامتناهية هو الشعب الجنوبي الذي أصبح على قناعة أن حلم استعادة الدولة لازالت مراحله طوال .
وللحديث بقية……….