مودية.. المديرية التي أُطفئت أنوارها

كتب: مريم الداحمة
في شرق أبين، هناك مديرية اسمها مودية…
اسمها يكفي ليحكي قصة صبرٍ ووجع، مديرية تُعامل وكأنها قرية منسية على هامش الوطن.
كانت مودية يوماً تضجّ بالحياة، بصوت الطلبة في الصباح، وبهمّة المعلّمين الذين حملوا الطبشورة كرسالة لا كمهنة.
لكن اليوم، الصمت يغمر مدارسها. الإضراب طال، والرواتب انقطعت، والمعلم الذي يُفترض أن يكون عمود التعليم، أصبح هو أول من يُهمل ويُنسى.
كيف ينهض التعليم في مكانٍ لا يُقدّر المعلم؟
كيف يحلم طفل بالعلم، وهو يرى مدرسته مغلقة، ومعلمه عاجز حتى عن إطعام أسرته؟
موديّة لا تئن من التعليم فقط… بل من كل شيء.
الكهرباء تتقطع كأنها عقاب يومي، والليل في مودية حالك لا يرحم.
أما الماء، فصار رحلة عذاب تُخاض كل يوم، بين صبر النساء ودموع الأطفال.
لا خدمات، لا اهتمام، لا حياة تليق بأهلها الطيبين.
أهالي مودية لم يطلبوا القصور ولا الوعود البراقة…
كل ما يريدونه هو حقّهم البسيط: نور في بيوتهم، ماء في بئرهم، ومدرسة تُعيد الأمل لأطفالهم.
رسالة إلى من يملك القرار:
أنقذوا مودية قبل أن تُصبح مجرد ذكرى.
أعيدوا للمعلم مكانته، وللطالب حقّه، وللناس أبسط مقومات الحياة.
كفى صمتاً وتجاهلاً،فمودية ليست قرية نائية، إنها مديرية جنوبية شامخة تستحق أن تُعامل بكرامة.
أنصتوا لوجعها… فالصبر فيها بدأ ينفد، والناس لم يعودوا يحتملون أكثر.
كتب / مريم الداحمة