صراع الولاءات وتحدي الضمانات في حضرموت.. أسئلة مشروعة..؟

كتب: محمد باوزير
يثير مضي الإخوة في حلف قبائل حضرموت في تشكيل ما يسمى “قوات حماية حضرموت” كقوة حضرمية رديفة لـ “النخبة الحضرمية” تساؤلات جوهرية ومشروعة حول مستقبل الأمن والاستقرار في المحافظة، في ظل تعقيد المشهد الأمني وتعدد الفاعلين في المحافظة، فلدى الكثير من الحضارم قلق حقيقي من أن تؤدي هذه الخطوة ‘التي يهلل لها البعض’ إلى نتائج عكسية على المدى الطويل، يمكن أن تلخص في النقاط الآتية:
تحدي التعدد والولاء:
الخشية الأولى والأكثر منطقية هي إمكانية تكرار التجربة، إذا كان بإمكان كيان فاعل (كحلف القبائل) إنشاء قوة عسكرية باسم حضرموت، فما الذي يمنع فاعلين آخرين ( فئة اجتماعية أو قبلية ، مدرسة فكرية، حزب سياسي) من القيام بخطوة مماثلة؟
السؤال الجوهري هنا يتحول إلى واقع محتمل، فإذا بات إنشاء القوات العسكرية المحلية أمراً متاحاً، فإن ذلك يفتح الباب واسعاً أمام فوضى التشكيلات المسلحة، وقد يتحول الدفاع عن حضرموت إلى شعار يحمل في طياته أجندات ضيقة، تنفذها قوات “مفصلة على مقاس من شكلها”، مما يحول المحافظة إلى ساحة صراع بين “جيوش” محلية متنافسة تدعي كلها تمثيلحضؤموت أرضا وإنسانا.
ما هي الضمانة؟
السؤال الآخر يتعلق بضمانة ولاء هذه القوات، هل يكفي رفع شعار “حضرموت” لضمان أن تكون هذه القوات فعلاً من أجل مصالح المحافظة العليا، وليست مجرد أداة في يد فئة اجتماعية أو قيادة معينة؟
ففي غياب مؤسسات دولة مركزية قوية وفعالة، يبقى الهاجس قائماً بأن تكون “قوات حماية حضرموت” مجرد قوة عائلية أو قبلية تحمي مصالح قيادتها ومشاريعهم الخاصة.
العلاقة مع النخبة الحضرمية: توجس أم تعزيز؟
من اللافت أن قيادة حلف قبائل حضرموت ظلت دائماً تشيد بقوات النخبة الحضرمية وتدعمها، لكن قرار إنشاء قوة حضرمية رديفة، تأتمر بأمر القائد الأعلى للحلف مباشرة، هو تأكيد واضح ومباشر لـوجود “توَجس” داخلي من النخبة الحضرمية؟ فإذا كانت النخبة قوة حضرمية يعتز بها الحلف وأي حضرمي، فما الحاجة إلى “قوات جديدة” لها قيادة عسكرية منفصلة وعقيدة قتالية خاصة؟
الإجابة تكمن على الأرجح في رغبة الحلف بامتلاك ورقة قوة عسكرية حصرية بقرارها ومرجعيتها، تكون ضامناً مباشراً لتنفيذ أجندات سياسية متوافقة مع رؤية “القائد الأعلى” دون غيره.
الخلاصة..
حضرموت لجميع أبنائها، وكل ما يرتبط بحاضرها ومستقبلها لابد أن يشترك فيه الجميع دون استخدام سياسة الأمر الواقع، فمن مصلحة حضرموت خلق حالة وفاق بين الجميع والقبول ببعضهم البعض، والجلوس على طاولة حوار توفر أرضية مشتركة يتقارب فيها كل الفرقاء، وإلا ستظل حضرموت حبيسة تنازع أبنائها تحت شعار “الحب والولاء لها”.