من وحي أكتوبر

كتب: حسين الشيبة ناصر
من وحي أكتوبر وذكراها أرى بشارات النصر والفجر تتوافد حثيثة إلى قلوب كل العشاق والمشتاقين لرؤية أشعة الشمس وهي تطارد آخر فلول الظلام، ولحظة انطلاق فلذات أكبادنا نحو مستقبل زاهر لترسم ابتسامات الفرح على وجوه ساكني هذه الأرض التي تتوارثها الأجيال منذ آلاف السنين.
وتتزين الأرض بقدوم الربيع كما تتزين نساء الجنوب العربي الماجدات بقدوم الأبطال من ميادين الشرف والكرامة، وقد زينت صدورهم نياشين الشجاعة والفداء، وتتزين الجبال والبنيان والوديان برايات الوطن الحبيب، وتظل ترفرف شامخة خفاقة في كل لحظة كأنها تهدي أسمى التهاني والتحايا وكل معاني الحب والعرفان لتلك الدماء الزكية التي روت تراب الأرض ودفنت، وإلى الأبد، حلم الغزاة والمستعمرين.
فتحية لكم أيها الأبطال كلما أشرقت شمس الضحى، يا من سطرتم أنشودة الوطن ذات مساء، وأشعلتم ثورة حمراء نادت لنصرتها جبالنا الشماء،
وسقيتم تراب الأرض فداءً بنهر من الدماء. لن تنطفئ شعلة النصر وإن هرمنا واشتد بنا البلاء، لا.. لن تنكسر تلك العزائم والهمم يوماً في قلوب الأقوياء، وستظل خالدة تلك المآثر أبداً ويندحر العداء.
من وحي أكتوبر وذكراها أرى أملاً يعانق وجوهنا السمراء، ونصراً يقوده الأبطال ويهتف بقدومه الأطفال، وأمجاداً تتغنى بها الأجيال، وأراني اليوم أنساب لحناً على شفاه الحوريات، وأعود كما كنت عاشقاً للحروف والكلمات، وأقول فيك يا وطني الحبيب شعراً جميلاً لم يقل مثله أحد من الشعراء.
من وحي أكتوبر كتبت هذه القصيدة لعدن الحبيبة: كنتِ لي حلماً يعانق مهجتي والوتين، كنتِ لي أملاً يشع في فؤادي كل حين،
كنتِ لي قمراً ينير روحي والجبين،
وكنتِ لي ماءً يطفئ لوعتي والأنين.
وتبقين يا عدن كل عشقي مدى السنين،
يا دُرّةً عذراء كم سحرتِ أعين العاشقين، وكم سامروكِ أساطين الهوى والمتيمين، وكم سلبتِ قلوب الشعراء والمبدعين.
سلامٌ عليكِ كلما طلعتِ على الساكنين، وكلما شنفتِ مسامعنا نغمةً من حنين.