جيل أبين بلا ملاعب ولا فرص.. من يحاسب المقصرين؟

كتب/ إيهاب المرقشي
حين يتحول الأمل إلى إحباط… من ينصف شباب أبين..؟
في ظل ما يشهده الشارع من أخبار متكررة عن ضبط خلايا وشبكات متهمة بالتعامل مع جهات معادية، يبرز تساؤل كبير ومؤلم في آن واحد، وهو: أين يكمن الخلل الحقيقي؟
هل في الشباب الذين يبحثون عن فرصة حياة كريمة، ودعم بسيط لإقامة أنشطتهم ومواهبهم؟ أم في غياب الرعاية الرسمية واحتضان تلك الطاقات الواعدة التي تبحث عن طريق النور؟
الشباب في أبين اليوم يعانون من غياب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ومن توقف الأنشطة الصيفية والمسابقات الرياضية والثقافية في مختلف المجالات. الملاعب مغلقة، المتنفسات معدومة، والبطالة والفقر يطوقان رقاب آلاف الشباب، حتى بات كثير منهم يشعرون وكأنهم محاصرون من كل الاتجاهات.
ما نراه اليوم ليس وليد اللحظة، بل نتيجة تراكمات طويلة من الإهمال وغياب التخطيط والرؤية الواضحة، وانعدام البرامج التي تحفظ الشباب من الانزلاق نحو طرق خطيرة، في وقت تتفشى فيه البطالة، وتزداد حالات تعاطي المخدرات، وتتسع رقعة الثأرات والنزاعات، لتشكل جميعها بيئة خصبة لتدمير طاقات الشباب وضياع مستقبلهم.
وهنا نحمّل وزارة الشباب والرياضة، ومحافظ محافظة أبين، ومكتب الشباب والرياضة بالمحافظة، المسؤولية الكاملة عمّا آلت إليه أوضاع الشباب والقطاع الرياضي في أبين، بعد أن حرموا من أبسط مقومات الحياة والرياضة، ومن أبسط حقوقهم في ممارسة هواياتهم وتفجير طاقاتهم الإبداعية.
شباب أبين الذين يُعرفون بإبداعهم وتميّزهم في مختلف المجالات، يقفون اليوم أمام واقع قاسٍ تغيب فيه الملاعب والمراكز الرياضية وتهمل فيه المواهب، دون أي تحرك جاد من الجهات المسؤولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وما يزيد المشهد ألماً، أن أغلب شباب أبين وعدن ولحج، وهم من الوطنيين الذين كان لهم مواقف عظيمة ومشرّفة في الدفاع عن مدنهم ضد غزو المليشيات الحوثية الإيرانية، أصبحوا اليوم ضحايا للوساطة والمحسوبية والعنصرية.
أبطال الأمس.. ضحايا الإهمال اليوم..
هؤلاء الشباب الشجعان الذين قدّموا أرواحهم وجهدهم من أجل الوطن، يعيشون اليوم إحباطاً نفسياً ومعنوياً نتيجة التهميش وسوء التقدير، وكأن تضحياتهم ذهبت سدى.. فكيف لهم أن يعيشوا بكرامة في ظل هذا الواقع المرير؟!
لقد تكلمنا مراراً وتكراراً عن هذا الواقع المؤلم، ورفعنا الصوت عالياً من أجل إنصاف الشباب وفتح الملاعب والمنشآت الرياضية المغلقة، لكن دون جدوى.
لقد آن الأوان للتحرك الجاد والمسؤول، فالإصلاح يبدأ من الداخل، من وزارة الشباب والرياضة أولاً، ومن قيادة المحافظة ومكتبها التنفيذي ثانيا.
الشباب بحاجة لاهتمام حقيقي ودعم فعلي، وانتشالهم من واقع يهدد حاضرهم ومستقبلهم.. فهم الأمل في بناء مستقبل مزدهر..