مقالات وآراء

سنة بدون أمي

كتب: ناصر السيد سمن

صحيح أن رحيل الاب يقصم الظهر ولكن رحيل الام يقطع نياط القلب ..
رحيل الاب يعني فقدان السند الذي تستند عليه كلما حسيت بضعف ..
بينما رحيل الام يعني فقدان الحنان الذي تحتاجه طوال حياتك .
كانت امي هي الحائط الذي اتكاءنا عليه بعد رحيل الوالد رحمه الله..
إذ كانت تحفزنا على الوقوف بشموخ وكانت كلما رات منا ضعفاً ذكرتنا بصفات الوالد في مثل هكذا ظروف وكانت تقول كان أبوكم يقف كالجبال شامخاً ولا يهتز في أي موقف ..
وكنت شاهده على كثير من المواقف الصعبة التي مر بها في حياته وكان يتجاوزها بشموخ ..
كانت تروي لنا قصص وحكايات عن الوالد في الشجاعة والصدق والأمانة والثقه والاحترام …
كل تلك الأمور كانت تحرص على نقلها لنا وفي نهاية كل قصة كانت توجه لنا سؤال:
هل ستكونون مثل والدكم ؟
ثم كانت ترفع يديها إلى السماء وتدعوا لنا بالتوفيق والصلاح …

عام بدون أمي

في مثل هذا اليوم من العام الماضي رحلت امي تاركه ورائها فراق كبير لم ولن يملئه أحد ..
والشيء الوحيد الذي يخفف الم رحيلها هو أنها قبل أيام من رحيلها كانت في غاية من السعادة بل سعادة لا توصف والفرح كان ظاهر على وجهها ..
وسبب ذلك هو أنني أخبرتها بأنني سوف أبدأ في ذلك الأسبوع لاستخراج جواز سفر لها للذهاب إلى بيت الله الحرام للعمره أنا وياها وكان ذلك حلم بالنسبة لها رحمها الله..
وفي نفس الأسبوع دخلت في غيبوبة لمده يوم واحد ثم فارقت الحياة..
في المستشفى عملنا لها أشعة مقطعية بحسب طلب الدكتور المختص د. محمد طاهر اختصاصي مخ و اعصاب وعند اطلاعة على الأشعة المقطعية قال ليس هناك جلطه ولا اي شي ظاهر في الاشعه فقلنا له انها من أمس لم تفيق . قال هذا نوم طبيعي ستفيق من نفسها أن شاء الله..
قلت له وإذا لم تفيق ؟
قال إذا لم تفق من الآن إلى الغد خذها إلى المستشفى وفي الغد فارقت الحياة والحمد لله ..
وعزاءنا أنها ماتت وهي راضيه عنا .
رحمها الله رحمة الأبرار

أمي

شوقني ما دعا الداعي في صلاته مع مولاه
وانتي مصلاش قدامي منتظر سجدتش يا اماه

صوتها جوف اذاني قائمة غانته لله
رافعه كفها تدعي من سيدعو لنا يا اماه

زاد همي وأحزاني ردد الآه بعد الآه
والألم زاد في قلبي كلما بذكرش يا اماه

قال لي الدمع من ترثي قالت العين أنا المرثاة
قال قلبي ووجداني شوقني شوق يا اماه

#عدن
/ناصر السيد سٌمًن

زر الذهاب إلى الأعلى