تخريب مؤسسات الدولة نهج عصابات نظام صنعاء العَسْقَبَلي

كتب: صالح محمود أبو سهيل
ليست الحروب وحدها هي التي تهدم الدول، فثمة نوعٌ آخر من الدمار أكثر خطورة، وهو الدمار الصامت لمؤسسات الدولة وتخريبها من الداخل.
ويبدأ هذا التخريب حين تصبح الوظائف العامة مكافآت للولاء الشخصي بدلاً من أن تكون استحقاقًا للكفاءة والخبرة، ويتحوّل العمل في مؤسسات الدولة إلى ساحة صراع بين الولاءات والمصالح، مما يفقد الدولة قدرتها على إدارة نفسها.
إن إهمال المعايير العلمية والمهنية في شغل المهام الوظيفية يفتح الباب واسعًا أمام الفساد بكل أشكاله، فمَن يأتي إلى موقعٍ لا يستحقه سيبحث دائمًا عن طرقٍ ملتوية لتثبيت نفسه أو لتعويض ضعف قدراته، فتغدو المؤسسة شبكةً معقدةً من المصالح الضيقة، ويختفي فيها صوت الوطن خلف صراخ الأنانية والطموح الشخصي.
وفي مراحل الانتقال وبناء الدولة، تتضاعف خطورة هذا الخلل، لأن بناء الدولة لا يمكن أن يتم بالأشخاص الخطأ، ولا عبر المجاملات أو إجراء التسويات السياسية، بل يتطلب إعادة الاعتبار لمبدأ الكفاءة، ووضع الإنسان المناسب في المكان المناسب، بعيدًا عن المحسوبيات والانتماءات الضيقة.