السلام والاستقرار بعودة الجنوب

كتب: المقدم محمد النقيب
ناطق القوات المسلحة الجنوبية
إن استعادة دولة الجنوب هدفٌ حتمي ومسارٌ لا رجعة عنه، ويتسق مع متطلبات الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. فهذا الهدف يمثل — في جوهره — مشروع سلام حقيقي يعيد التوازن إلى المنطقة، ويضمن حماية المصالح الإقليمية والدولية في واحدة من أهم مناطق العالم وأكثرها حساسية وحيوية.
فمنذ غزو الجنوب واحتلاله بفتوى تكفيرية في صيف 1994م، دخلت المنطقة مرحلة من الاضطراب الأمني غير المسبوق. فقد تمددت التهديدات بشكل واسع، بدءًا من انتشار الإرهاب والقرصنة وتهريب السلاح والمخدرات، وصولًا إلى ظهور تنظيم القاعدة الذي كان رعيله المؤسس راس الحربة في غزو الجنوب قبل ان يتنامى نشاطه فور احتلاله، ثم ظهور مليشيات الحوثي المدعومة من إيران كأكبر تهديد لممرات الطاقة العالمية والملاحة الدولية وأمن الإقليم برمّته.
وقد ازدادت خطورة هذه التهديدات مع انكشاف العلاقة التحالفية بين مليشيات الحوثي وتنظيم القاعدة الإرهابي، وهو ما حذّرنا منه مبكرًا، وكنّا أول من واجه هذا التحالف الخطير على الأرض. وجاء تقرير فريق الخبراء الدوليين التابع لمجلس الأمن الدولي لعام 2025 ليؤكد صحة خطر ما حذرنا منه منذ وقت مبكر ، ويثبت حجم هذا التهديد على المستويين الإقليمي والدولي.
وبالتالي، فإن استعادة دولة الجنوب لم تعد خيارًا وطنيًا فحسب، بل غدت ضرورة استراتيجية ملحّة لضمان تعزيز أمن والاستقرار وحماية المصالح الدولية في المنطقة.