مقالات وآراء

المشعطر فارس المكبارة! « ح2»

[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]

كتب/
ناصر التميمي
كاتب جنوبي

ومما يذكر عن شاعرنا انه كان ذات يوم من عام ١٩٥٦م في نزهة سياحية مع عدد من رفاقه الى سد باتيس في منطقة شرمة بميفع وذلك للإستمتاع بالمناظر الخلابة والإستجمام في مياة بحيرة السد بعد افتتاحه من قبل الجهات المسؤولة حينها ،وحسب حديثي مع عدد من كبار السن بأن المكان تحول الى مزاراً سياحياً كان يرتاده الشعراء وعامة الناس للترفيه عن النفس والراحة والاسترخاء على ضفتي الوادي وجنانه الفسيحة .

وعندما وصلوا الى المكان وبينما كان الجميع منهمكين في طبخ الطعام وذبح الخروف (الكبش) بدأ الشاعر عبود بن وبر بإثارة الشاعر المشعطر كي تحلو لهم السمرة الجلسة ويكون للرحلة مذاق وطعم آخر بمخاطبة الشاعر المشعطر ببيتين شعريين حيث قال فيهما:

(( في كبش ستين وكدنا من دون باحجيل ماوكد ***

ذي مامعه نقد في يده لاتحسبونه في التوكيد ))

ومضومون هذين البيت ان عبود بن وبر خاطب رفاقه في الرحلة بقول اننا شركاء في الكبش من باحجيل اذا مامعه نقد في يده اي فلوس لاتحسبونه معنا في الكبش لأن عبود يعلم جيداً بحالة المشعطر المادية وان يده خلية ،ولهذا مادام مامعه نقود فاننا سنتشارك الكبش من دون باحجيل فرد عليه الشاعر يسلم بن احمد باحجيل الملقب بالمشعطر قائلاً :

(( ان كين كبشكم زين سدينا
والوجه اذا مااحترق سود ***

وان ماكفى مال باسردة باعطي حوالة على مال باسويد ))

اي بمعنى انه اذا كان الكبش اللي معكم زين سدينا قولوا بما تقولي فأنا لازم تحسبوني معكم وفي قوله الوجه اذا مااحترق سود يشير الشاعر بذلك حتى وان مامعي الان نقود في جيبي ،ولكن بحولكم على باسردة وهو احد رؤوس الاموال في ذلك الوقت في حضرموت وان ما كفى ماله بحولكم على باسويد من تجار ذلك الزمان بإمكاني حولكم عليه وبايعطيكم ماطلبتوا من مال مقابل ماأخذه من لحم الكبش .

وفي جلسة دان اخرى في حجر وأثناء الجلسة وصل الشاعر سالم عبيد باجوبة فقال المشعطر هذه الابيات

((يابن عبيد الجيد هت لي شي ***

ذي يشفي عظامي ))

((دركة على اثنين بايهشون العظام ***

قمقم علي في حجر مبني بالقصام ))

((طالب بايجيب الشخط ***

وأحمد بايكز القصام ))

قيل لي ان الشاعر المشعطر عندما قال هذه الابيات يطلب فيها تدخل الشاعر سالم باجوبة في مواجهة الشاعران طالب باقروان وباكردوس الذين اتحدوا في السمرة عليه

ثم قال رد عليه باكردوس بهذه الابيات :

(( ذا فصل والثاني قولوا ليسلم بن حمد ***

((قد كنت تصيح على كدامي ***

اما الآن نسيت الكرف ونسيت الكدام ))

وفي مساجلة اخرى قال الشاعر المشعطر هذه الابيات

((من يبى القبولة ماهي على المساكين ***

يطلع لها الدعلية حيث غرس الطين ***

((سته رجاجيل تشوفها كما ستين ))

من التي حصلنا عليها فإنها قيل في مقر المجلس القروي بميفع الذي تأسس في عام ١٩٤٥م وذلك بمناسبة عيدية حضرها مقادمة القبائل والاعيان ومندوبين عن السلطة التي كانت قائمة .

وهذه بيتين شعريين للمتقول عوض لحمر حسب قول من عاصروا الشاعر يقول فيها :_

((بسم الله النبي المختار ***

حليلتي ناشره بثوبها البيطار ))

اذا طلعت الجبل باشعطره شعطار ))

فرد عليه المشعطر بقوله :

((عينه طويله هذا العبد لحمر ***

مايخاف من ربه دوب وقته في معاصاه ***

توكل الفيت يالإنسان واللحم الخضر ****

ماتخاف من الله في يوم المقاصاة ))

وفي مساجلة أخرى بينه وبين الشاعرين سعيد بن صالح بن جماع وطالب باقروان في عام ١٩٧٤م في سمرة عيدية أقيمت بجانب الوحدة الصحية بميفع حيث وجه الشاعر سعيد بن صالح بيتين شعريين للشاعر طالب باقروان يقول مطلعها :

((خطب فرعون من سابق

يباله بنت فرعونة ***

وماذلحين بان الصدق وكسرنا

عصا فرعون ))

ورد عليه طالب باقروان بقوله :

((أنا عرفت الهوى وعرفت

قانونه ** *

وبادخلك على مغنى وباخرجك

على قانون ))

ثم تحدث الشاعر المشعطر الى طالب قائلاً له هذا لم يكن جواب على ماقاله سعيد بن صالح اي بمعنى ان الجواب لم يكن مناسباً لما قاله سعيد بن صالح فكان جواب المشعطر هذين البيتين .

((عصا فرعون عادها باقية

ياسعيد ملعونة ***

خلفها قبيح الوجه من ملعون

الى ملعون ))

ومما يعرف عن الشاعر المشعطر انه لديه موهبة شعرية قوية يستطيع الرد سريعاً ومما يذكر عليه انه كان يحظى بشعبية كبيرة جداً .

رئيس اللجنة التحضيرية لجمعية الدواعم للحفاظ على التراث والموروث الشعبي بميفع

زر الذهاب إلى الأعلى