عدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب”، من أهم عوامل “الفشل”

[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]
كتب/ شلال عفيف
ان مما يؤسف أنك ترى في المجتمع اناسا يحملون شهادات عليا في تخصصات علمية دقيقة ، وهم يمارسون اعمالا او وظائفا لا تمت لتخصصهم بصلة. فحالة المحاباة والعلاقات الشخصية والوساطة في اختيار وتعيين الاشخاص ليستغلوا مسؤوليات ومهام ليس من اختصاصهم وليست بحجم قدراتهم البسيطة وامكانيتهم المتواضعة، حيث عين المدني بمنصب عسكري وعين الجندي في وظيفة ادارية ومالية في ظل تجاهل واقصاء للكوادر المؤهلة والمتخصصة في كل المجالات.
هذه الحالة قد سادت كل مواقع العمل في بلادنا وهي حالة تحطيم بطيء وتبديد لثروات وضياع الفرص وتهميش لكفاءات كثيرة يمكن ان تكون سببا في التقدم والتطور وتحقيق الاهداف خلال مدة أكثر بكثير من سنوات تضييع الامكانيات بواسطة الاشخاص غير المناسبين في الأمكنة غير المناسبة.
أن عدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب”، هي من أهم عوامل “الفشل” ولا تقوم الدول ولا تعمر الأوطان ولأتحقق الاهداف إلا إذا أحسنا اختيار الاشخاص
فعندما تكون في موقف تعيين أو وضع شخص في مكان لتحمل مسؤولية حتى لو كانت بسيطة يجب عليك ان تتبع سُبل الاختيار السليمة والصفات التي يجب ان تكون متوفرة في الشخص المناسب، لأنك لو لم تختار الشخص المناسب في مكانه المناسب سوف تتعرض أنت والمؤسسة أو الجماعة او الحزب او الدولة بأكملها لعواقب. نعم، مع التطور الحاصل في معظم دول العالم لا يصلح حال الحكومات الا إذا احسنت اختيار قيادتها.. حيث من أبرز عوامل الفشل في ادارة البلاد وتراجع التنمية وتأخر المشاريع هو عدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وخاصة في الاماكن والمناصب القيادية والادارية.
ولتحقيق طموح الشعب فانه لا سبيل سوى اتباع معايير واساليب علمية صحيحة ولبحث عن اصحاب الكفاءات والمؤهلات والخبرات واختيارهم لتولي المناصب الهامة والحساسة والقيادية،
فالمقصود بالرجل المناسب هو الرجل الذي يتحمل مسؤولية المكان أو المنصب أو الأفراد الذي توالاهم، في المكان المناسب أي أن قدراته وتخصصه وخبرته وقوته في الأداء والتحكم تناسب المكان الذي وُضَع فيه كمسؤول أو قائد للجماعة. حيث أن الأعمال تتغير من ناحية المتطلبات العملية فهي تحتاج لها رجل مناسب كي يقول بهذه الأعمال وحتى يكون رجل مناسب هذا يتطلب أن يقوم الرجل بواجبه بسرعة كبيرة وبشكل دقيق وصحيح
وعلى ضوء ما ذكر اعلاه فان الاصلاح الاداري والمالي يكمن بالأساس في وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وذلك يتطلب توصيف كل عمل من الاعمال لمعرفة الصفات الواجب توفرها في الشخص الذي سيسند اليه هذا العمل او تلك الوظيفة وذلك من حيث الكفاءة والمؤهل والخبرة والممارسة والنزاهة والشفافية ونظافة اليد والاستقامة والاخلاق. ولا بد من وضع معايير صحيحة ودقيقة في اختيار الاطر الادارية خاصة الذين سوف يكلفون بمناصب قيادية، لان مسؤولية المجتمع تقع على عاتقهم وان يكونوا من ذوي الكفاءات والقدرات المتميزة ويحسنون الاهتمام بالعنصر البشري.
وعلية إن شعرت بأن سفينتك تغرق ، قد يكون هذا هو الوقت المناسب للتخلص من الأشياء غير الضرورية التي تثقلها ،
فمتى يتخذ الربان قرار التخلص من الاشياء التي أثقلت السفينة ؟؟؟