ايها القادة السياسيون لا تحدثونني عن لقاءات صورية ولا عن قرارات تنظيمية أو انجازات دبلوماسية ..
إنني جائع ..جائع.. ألا تُدركون ما يشتهيه الجائع!؟ إنّ أُذنيه صمّاء لا تطربها ألحان الموسيقاء ولا أناشيد عطروش الثورية بل ترومها سماع أصوات ملاعق الطعام في الأطباق الشهية على موائد الطعام.. وأن عيناه تشيح عن قراءة الغث من الأخبار إلا خبر يُعلن فيه عن صرف الرواتب والمكرمات واستقرار عملة الصرف..
ايها الكُتّاب والمنظرون: لا تشغلونني كثيراً بقراءة ما تجود به قريحتكم عن نظريات المؤامرة واستلهام روايات شكسبيرية تراجيدية مأساوية تعبرون من خلالها عن واقع حقيقته سرابٌ ووهم…
انني جائع .. الا تعلمون ما يريد أن يقرأه شخص جائع!؟
يريد أن تمنحوه وعياً يدرك من خلاله مكامن واسباب ما لحق به من الجوع، يريد مقالاً إنسانياً خالياً من التعصب لجهات أو كيانات أو أحزاب أو مصالح بل يقف إلى جانبه ويعبر عن معاناته من زاوية إنسانية بحته..
الجائع يريد منكم قلماً حادّاً كالسيف تسلطونه على رقاب الفاسدين والفاشلين والعابثين بقوته وقوت عياله ،إفضحوهم أياً كانو ،وتبرأوا منهم أين ما كانوا…
الجائع يريد منكم أن تكونوا عوناً وسنداً له فلا تتركونه وحيداً يصارع آلام الفقر وشدة الجوع وضيق الحال وانتم تمنونه بلبن العصفور ، في حين يكون الأجدر بكم أن لا تشعرونه بالوحدة بل تستجمعوا له آلاف الجوعا وتستنهضوا طاقاتهم ليصبحوا طوفاناً يغرق في أعماقه جميع العابثون بقوتهم المفسدون على تراب وطنهم ..
لامجال اليوم للإكثار من الصور المنمقة ولا لحكاوي الأخبار الروتينية الرتيبة ولا لتسابقٍ نحو جذب وأقناع المتلقي للحصول على غالبية كاسحة من المناصرين ..
فالتتحدثوا عن الواقع لا عن السراب ، بشروا الناس بواقع ما ينجز وليس بالأماني والمنون..
وأقم الصلاة