مقالات وآراء

هادي والانقلاب الأحمر.

كتب/خليفة الخليفي

منذ الوهلة الأولى تباشر آل الأحمر البيت النافذ في اليمن الشمالي سياسياً ومذهبياً المعتوق للمذهب الزيدي، تباشروا عندما رضي عبدربه منصور هادي بالقبول بمنصب الرئيس للجمهورية خلفاً لصالح بعد انقلابهم مكتمل الأركان على صالح، ليس لشيء إلا لعلمهم الناقص بأن الإطاحة لهادي المنتمي المحافظات الجنوبية والذي ليس له حاضنة شعبية في أي من المحافظات الشمالية ذات الكثافة السكانية والمخزون البشري ربما ستكون أسهل من الإطاحة بصالح.

في هذه الأثناء عرف كل المراقبون السياسيون والمهتمين بالشأن اليمني، أن الوضع يسير تدريجياً لصالح الإخوان المسلمين وحزبهم (الإصلاح) الذين أتى بهم علي عبدالله صالح من جميع أصقاع المعمورة عند تأسيسهم في اليمن لحزبهم التجميعي العالمي.

ظن الكثير بأن الأمور هادئة وأن الحياة ستستمر، بينما في الواقع ذهب كل طرف من الأطراف المتنازعة على السلطة إلى أبعد من ذلك وهو حشد قواه وطاقاته المادية والبشرية والعسكرية أيضاً للسيطرة على الدولة التي يرأسها الرئيس التوافقي منصور هادي جنوبي الهوى والهوية لغرض السيطرة على قرارات الرئيس هادي والتحكم به لصالحهم.. ولكن هادي أتاهم من حيث لا يعلمون ولا يتوقعون، حيث هيكل (جيوشهم النظامين) بموافقتهم نكايةً منهم بالرئيس المخلوع السابق علي عبدالله صالح ليجعلهم في ما بعد أثراً بعد عين وكانت في أغلبها معسكرات فارغة من الأسلحة لكون مخزونهم يتواجد في مخازن استراتيجية محددة في صنعاء ومعروفة والتي تم قصفها لاحقاً وتم التقليل من خطرها وحدتها..

بينما كان الرئيس هادي في صنعاء يفكك الجيش كان قد الهى كل خصومه وخصوم الجنوب العربي بتقدم الحوثيين من شمال الشمال باتجاه صنعاء، حيث كان يعمل بإريحية تامة وأعصاب باردة وهادئة جداً.

بل سارع الرئيس هادي في استقبال الحوثيين في عمران حيث عادة عمران إلى حضن الدولة (كلمته الشهيرة) ..

اقنع هادي الحوثيين على اقتحام صنعاء وأدخالهم ضمن الحوار السياسي اليمني وشرعنهم باتفاق السلم والشراكة بعيد اقتحامهم للعاصمة صنعاء وتعليقهم للدستور وجميع القوانين.

حاصر الحوثيين بيت هادي وقدم استقالته قبل أن تراجع عنها لاحقاً، كانت مناورة ذكية من هادي لجذب الإخوان إلى قتال الحوثي إلا أنهم فشلوا الهروب وتسليم كل أسلحتهم وفرقتهم المدرعة للحوثيين من أجل السلامة والاستسلام والنجاة بجلودهم.

هرب هادي إلى الجنوب بعد هربة الإخوان وزعيمهم علي محسن الأحمر إلى السعودية تلك الهربة الشهيرة (بذات البراقع) ووقف الجنوبيين مع هادي وآزروه ونصروه في حربه مع تحالف صالح والحوثي على الجنوب ٢٠١٥م.
أما اليوم فإن ما بات يسمى بانقلاب الإصلاح وزعيمهم الأحمر على هادي بات يلوح في الأفق ظناً منهم أنهم يستطيعون فعل ذلك بعد كل السطوة والسلطان التي وصلوا إليها في حكمه والنفوذ السياسي والسيطرة على بعض مناطق الجنوب بدعم إقليمي واضح كل ذلك جعلهم يقتربون من هدفهم وهو إخراج هادي من المشهد السياسي اليمني وإحلال أنفسهم بديلاً عنه.
سيلعب هادي لعبته القديمة على آل الأحمر بنفس الأسلوب المرن السابق ..هيكلة الجيش الشرعي بعد تعيين محافظين وقادة ألوية ومحاور وعودة سريعة لبناء تحالف جديد يستعيد نشاطه الدولة بعد تغييب الإصلاح عن المشهد سياسياً وعسكريا.
فهل سيكون هادي هذه المرة جنوبي وينظر إلى أحوال الجنوب وشعب الجنوب الذي ينتمي له…؟؟ الذين وقفوا معه في أحنك الظروف وما حوربوا في مصالحهم ومدنيتهم واحتياجاتهم إلا من أجل إبعادهم عن هادي وشريعته بحيث يسهل الانقضاض عليه شخصياً في ما بعد وكي لا يجد من يوقف معه من أهل الجنوب كما حصل في المرة السابقة.

وهل عرف هادي أن الأحمر يشكل خطر على بقائه في السلطة خصوصاً بعد تحالف الأخير وحزبه مع الحوثيين وتسليمهم كل الشمال على صفيح ذهبي براق ودون عنا يذكر ولا قتال يسطر.؟
السؤال إلى متى سيظل الأسد (الرهيص) نائماً ومتى سيصحوا من نومه بحيث أنه إذا انقضت على فريسته انسب مخالبه فيها ولم يفلتها ابدا.

آن الأوان أن يحصل الرخيص هادي قبل أن تستأسد الطرائد ويصعب صيدها.

زر الذهاب إلى الأعلى