رحيل مؤلم..

كتب /
جمال مهدي
ليس هُناك أشد قسوةً وألماً على الشخص أكثرُ مِن أن يسمع نبأ وفاةِ صديقٍ كان أقربَ مِن أخٍ له. خاصةً إذا ما كان اخاً وصهراً وفياً صادقَ الوعدِ لهذهِ العلاقةِ الأسرية إلى آخرِ لحظةٍ قَبل أن يأخذهُ الموت . على الرّغمِ مِن أنّ الموت حقٌ على كُلِ إنسان، إلا أنّهُ الأقسى والأصعب والأفجَع على النفسِ، ولا يبقى لنا سوى تذكُر الذكريات التي كانت تجمعنا.
إليك مني كلاماًكثيراً يحتبس في داخلي حسرةً تأثراً عن فقدانِك
كلامٌ وسؤالٌ وحيرةٌ.. كيف نصحوَ ذاتَ صباحٍ ولا نَجِدك بيننا أَن تُفارِقنا روحٌ عزيزة ولا تعود أبداً بل ستبقى ذكراك زاخرة بالعطاء مانحتاجه الان صبراً يفوق التحمل.. سؤال لماذا يااصحاب العقول الخبيثة لماذا ياأصحاب الأيادي الحمراء تختارون الانقياء كيف تختارون الشرفاء بهذهِ السُرعة، آلمني فُراقُك ابا هاني.. في لمحِ البصر تَمُرُ كُل المشاهد دَفعةً واحدةوتزدحم فلا أدري هل ابكي ام أُسر لأنك في رحمة الله وفي عالم بالتأكيد أجمل من ظنكِ الحياة وزحمتها.. وبعيدا عن الوحوش التي لاترغب ولايروق لها أن يعيش الناس في امان وسلام.. حيرة تداهمني لا أدري هل اعزي نفسي لا أدري بما أعزي.. لحظاتٌ رهيبةٌ مَرَت وتمرُّ بسرعةِ البرق وثُقلِ الجبال. يا لِهذا العالم، ويا لِهذهِ الدنيا، أدعوَ الله أن تكون مِن أهلِ الجنة.
أعلم يا صديقي بأنك لن تكلمني بعد اليوم أعلم أنك لم تأتِ.. لكنني سأدعو الله تعالى لك الرحمةَ والمغفرةَ ويكفيك انْ مُتّ شهيداً.. أحبك أخي وصديقي وصهري لو كانَ أحدٌ غيرك ربما لمْ احزن بهذا القدر،. حاولت أن لا أكتب في البدءِ لان الأمر جللٌ وما سأكتبه لايقدم ولن يؤخر.. ولكنها حسراتُ العبرة والبكاء وهول النبأ.. فتأتيني هواجسي لتُأَرِقَ منامي.. ولحظات الاستيعاب..
سأفتَقِدُكَ كثيراً اباهاني إنني أتألم بلا آه، وأبكي بلا صوت، نارٌ في صدري بلا لَهب وقودها ذِكرى، فتيلها لحظاتٌ أنهت حياةَ إنسانٍ لم تكتمل فرحَتُهُ في هذهِ الدنيا، إنسان عاش للناس، فَرِحَ لَهُم وواساهُم وأَعَان الكثيرين.. فاحبوه..
أشعُر وكأني في أرضٍ غريبة، أسرحُ للحظاتٍ أتأمّل فيها وفي وطنٍ يجب أن لا يتأمل الإنسان ويطمح كثيراً لأن العيون الخبيثة متربصة..
نم قرير العين بجانب قبر ابيك وأخبره بأنهم تجاوزوا في غيهم وظلمهم.. تمادوا في مدينتنا الحبيبة عدن واستباحوا كل الخطوط الحمر.. نلتقي عند عزيز جبار منتقم لايظلم عنده المرء فتيلا..
في جنة الخلد اباهاني..