أمي سمعت من فمها أعذب الألحان وأجمل قصص الزمان ووجدتُ في صدرها مرفئ الحب والأمان، أمي هي نهرُ العطاء الذي لاينضب وهي الواحة الغناء التي أخضرت وأزهرت فأثمرت بعظيم التضحيات الغير مشروطة بمقابل لأنها تمثل سلامة القلب وطهارة الروح وسمو الجود والسخاء الذي ينساب جداولاً ليظهر كشمسٍ ساطعة تنير جنبات الطريق ودروب الحياة المليئة بالصعاب والتحديات ومرارة الفقد والفراق فتكون أمي هي البلسم والدواء وهي السند والعزاء الذي يساند ويقوي ويدمل الجروح الغائرة في الروح والجسد هي اليد الحانية وهي القرين المؤنس في الليالي الموحشة هي إن مرضنا أو بكينا أو فشلنا كانت الأشد منا ألماً وقهراً وحزناً إنها عند بداية كل صباح وعند أداء كل صلاة تدعو لنا بالخير والنجاح والرزق والعفاف هي حتى إذا أذيناها وجرحناها لايلفط فمها ولايتمنى لسانها إلا مايسر خواطرنا ويجبر قلوبنا، فهل ياترى إذا ماالبسناها الدرر والحرير وأهديناها كل ورود الرياض والبساتين وقبلنا تراب الأرض الذي وطئت عليه نعال أقدامها ترى هل نكون بهذا قد وافيناها وهن الحمل والرضاعة ومقاساة آلام الولادة وعناء التربية وتعليمنا الثوابت والقيم لتجعلها دستور ينظم أمور حياتنا والخوف والهلع علينا إذا ماأصابنا مكروه بالطبع لا فنحن مهما بلغ برنا وإحساننا لها محالٌ أن نجازيها حقها لأن حقها الفعلي هو الجنة التي وضعت تحت قدميها ولذا هي رسالة لكل الأبناء والبنات كونوا عند أقدام الأمهات لأن الجنة موقعها هناك.