المقاومة مشعل لا ينطفئ
[su_label type=”warning”]كريترنيوز /مقالات /خاص[/su_label]
مضت ثلاثة أعوام واكثر على انطلاق شرارة المقاومة الوطنية الجنوبية من ازقة وحارات المدينة الباسلة عدن، تلك الشرارة التي ما لبثت ان تحولت الى مشعل ضوء تآلفت فيه كل قوى المقاومة لتسجل صمود اسطوري غيّر مجرى المعادلة العسكرية و السياسية المرتهنة للانقلابيين فقوضت أطماعهم وطموحاتهم بالسيطرة، وكسرت غرور وعنجهية قوى الشر التي تحطمت احلامها في عدن ومن عدن بدا سقوطها وتحول تمددها وانتصارها إلى هزمة وانكسار واستنزاف لم يتوقف ولن يتوقف إلا بعودة الشرعية واستعادة كامل السيادة على أراضي الوطن، ولن يقبل شعبنا إلا بالسيادة على الوطن كله من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه.
وسيسجل التاريخ إن المجتمع العدني المسالم والمدني، أُجبر على خوض معركة غير متكافئة فرضتها عليه مليشيا الانقلاب القادمة من كهوف مران (تتار العصر الحديث) في مارس 2015، لم يكن ابناء عدن في اي يوم من الايام دعاة حرب، ولكن حينما استهدفهم الغزاة في أرضهم وعرضهم وانفسهم فقد قالوا قولتهم التي سمعها العالم ” نحن لها” وبتمكين من الله ودعم من التحالف العربي وبأشراف مباشر من قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي خضنا وخاضت عدن بشبابها وشاباتها برجالها وبنسائها واطفالها وكل اطياف مجتمعها معركة التصدي لقوى الانقلاب التي سرقت الثروة وانقلبت على الثورة، وفي 27 رمضان 1436هـ في معركة التحرير غاب نجمها عن سماء عدن واصبحت الى زوال.
في معركة الصمود والتحرير عملنا مع الجميع وعمل الجميع مع عدن ومع الدفاع عن الوطن و الدولة والشرعية، عن الدولة المدنية التي ننشدها كلنا، وفي معركة الصمود والتحرير زاملنا قادة وابطال وجنود مجهولون في كل المجالات ، على خط النار في الجبهات او في مجال الاغاثة والخدمات ، وخضنا الى جانبهم اصعب المعارك التي عززت من صمود مديتنا وسرعت بتحرير بعض مديرياتها من رجس اتباع فارس فكان عيدنا يومها عيدين بالتحرير وبالفطر السعيد.
وفي اعياد التحرير نتذكر بإجلال قادة التحرير ، شهداء الحرية، وعلى راسهم شيخ الشهداء علي ناصر هادي، والقائد المحافظ جعفر محمد سعد، والعسكري الخبير احمد سيف المحرمي، والمناضل عمر سعيد الصبيحي، نتذكر صناديد المقاومة الرواي والادريسي وسامح وكمال الضالعي وايمن العقربي والدحج وقافلة طويلة من صناع النصر الذين فقدناهم في ميادين الشرف او طالتهم ايادي الارهاب والغدر والخيانة.
مرت ثلاث سنوات على تحرير عدن، لكنها الى الان لم تتحرر بعد من الفوضى والانفلات الامني وتردي مستوى الاداء العام للمؤسسات الخدمية، ومازال المواطن يعيش فيها وضعا معيشيا صعبا، ويعاني من الخوف والقلق على امنه وحياته من مليشيات نشأت فأصبحت مصدر ارهاب، ومن اسلحة انتشرت لتزهق ارواح الابرياء.. مرت ثلاث سنوات على تحرير عدن ومازلنا نبحث عن عدن المدنية والمؤسسات والامن، واستقرار الخدمة، وسنظل نبحث عن ذلك مالم تفرض الدولة سيطرتها وتتوحد اجهزتها الامنية ويتم تعيين ادارة محلية مخلصة للوطن والمواطن.
وفي ذكرى التحرير ، ذكرى انطلاق المقاومة الجنوبية من عدن ، يحق لنا ان نفخر ويحق لعدن ان تفاخر برجالها الذين هاجروا الى الله ورسوله بأرواحهم ودمائهم الطاهرة التي روت كل جبهات العزة والكرامة لمواجهة واسقاط الانقلاب على مستوى الوطن كله وفي كل الجبهات.
وبعد ثلاث سنوات من الانطلاقة والنصر ، مخطئ من يظن أن المقاومة كانت معركة عسكرية وانتهت، فالمقاومة في مفهومها البسيط هي لصد للعدوان، اما في مفهومها الاوسع فرفض للظلم في كل زمان ومكان، وهي مشعل نور سيظل يضيء طريق شعبنا ووطننا نحو بناء دولة العدل والمساواة والديمقراطية.
وبعيد التحرير والنصر نسال الله ان يمن على شهداء المقاومة والتحرير بالرحمة والمغفرة وان يشفى الجرحى ويصبر اسرهم جميعا، وان ينصر رفقاهم في الجيش الوطني والمقاومة الوطنية في كل الجبهات وان يعجل بسقوط الانقلاب وعودة الشرعية.
نايف البكري
وزير الشباب والرياضة