آداب وفنون

«قهوة الأمان» خاطرة لـ مريم محمد القواص

شهقاتٌ خافتة في جوف الليل، همساتٌ متقطعة مملؤة بالحزن.

سكون في دجى الليل ولكن عواصف تتصادم في يسار صدري.

عبرةٌ متحشجرة في الحلق تأبى أن تبوح بالأمر. هربت مني دمعة حارقة سطرت على وجنتيّ قصتي.

تساؤلاتٌ كثيرة :

أسيكون المصير هكذا؟!

هل سأسقط في الهاوية؟!

روحي تتآكل من كثرة الندوب والتأنيب.

ألا سبيل للوصول؟!!

ضاق النّفس وانخفض النبض هرعت لأفتح نافذة الغرفة.

نسماتٌ عليلة لفحت حرقة وجنتيّ وداعبت أطراف حجابي.

عدت للسؤال أستمد لي يد العون؟؟!

رفعت طرفي إلى السماء، لاح بريقٌ في أفق غيهبٍ دامسٍ.

يا إلهي كيف وقد نسيتُ سبيل الوصولِ!

كيف غفلت عمن لا يرد الدعاء؟

ربااه سامحني لأنّي بحتُ بحزني للجماد

قمت إلى سجادتي وقطرات الوضوء تتهافت مع الدموع وامتزجت معها.

رحمة اللّه أحاطت أعماقي. 

فهو من يسمع الدعاء، فاللّهم طريقا غير ذي اعوجاج وطال السؤال، 

سكينة هبطت على روحي، كيف وهو خالق السماء، لا يعجزه تبديد حزني.

فاللّه يا صاحبي يقول :

اسمعي يا ملائكتي، أنه عبدي لا يبعد عن الدعاء، فكلّ ما قاله مستجاب. 

شعرت براحة وحاجة لكمية من القهوةِ

ولكن أي قهوة؟!

قهوةٌ أوّل رشفة منها ممزوحة بعطف الخالقِ تزيل بعضاً من أرقي، وتنتشلني من الحيرة والضّياعِ.

وآخر رشفة تحمل الغفران مع استجابة لهمساتي.

نعم أريد قهوة  ولكن قهوة الأمانِ.

زر الذهاب إلى الأعلى