آداب وفنون

«ليلٌ ومطر» خاطرة لـ لمياء البرعي

في تمام الساعة العاشرة مساءً ومع صوت المطر ورائحته تحت سماء مليئة بالرعد والبرق في ظلمة الليل، بينما كنت مستلقية على فراشي هزَّني الشوق وجذبني الجو رغم ماينتابني من تعب وسقم لأرى المطر ثم 

لتهدأ نفسي وأنعم بالهدوء والسلام.

قمت أطفأت الضوء وأشعلت شمعة فجلست أمام النافذة فما أجمله من هدوء، استنشقت الهواء بعمق وأنا مليئة بالتناهيد المكتظة بالحزن والكتمان، بل تمنيت  وقتها أن يتساقط عني القلق والخوف والحزن الذي بات بداخلي مدة كما تتساقط تلك القطرات من الغيوم المنتشرة في سماء ليلة جميلة.

تمنيت ثم تمنيت لو حينها  يتساقط من جسدي ذلك الكتمان الفاتك الأشبه من مزق جسدي وروحي فتنهدت وكأن التنهيدة صعدت مني كما تصعد روح الميت إلى السماء.

نظرت إلى السماء وأنا مكتظة أريد الانفجار أمام أحد ، لا أريد التحدث كثيراً أريد إخراج ما يؤلمني ويشتتني ويقلق تفكيري أريد أن اتخلص من ما أشعر به. كان الكتمان كالرعد والبرق بداخلي يمزقني إرباً إرباً ينزع روحي بل كان يؤذي كل عضو في جسدي وأشد ألما لصدري.

وحينما أنا أنظر إلى السماء لم أجد إلا دموعي تتساقط من عيناي بشدةٍ وكأنها لأول مرة تدمع كنت أحاول مسحها لكن كانت الدموع أسرع من حركة يدي وبعدها وجدت نفسي أهدأ رويداً رويداً فكلما تساقطت الدموع كلما هدأت أكثر.

فإذا بالمطر يتوقف وإذا بالسماء تخلو من الرعد والبرق وكأنها روحي تهدأ وجسدي يخلو من ما يسمى بالكتمان، يا لها من ليلة جميلة حقاً مليئة بالهدوء والسلام مع أعظم نعمة على الكون شعرت إني أصبحت حُرةً من شعور القلق والخوف والحزن.

اطمأن قلبي وهدأت روحي ثم شعرت بالبرد عُدت إلى فراشي وأنا في أتم الهدوء.

زر الذهاب إلى الأعلى