آداب وفنون

الفقد

خاطرة: عيشة صالح

لا شيء يعيد تشكيل ذواتنا ويغير ملامحنا كالفقد، نعيش ونحن نخافه ونتحاشاه ونتعوذ منه كلما لاح طيفه، لا سيما إن كان مما لا يد لنا فيه.

ما نفقده لا يذهب وحده بل يأخذ معه جزءا منا لا يعود أبدا، وغالبا ما يكون ذلك الجزء هو مصدر الإشعاع في نفوسنا، يغادرنا تاركا إيانا منطفئين أو نكاد، حتى يأتي ما يعيد النور في داخلنا وربما لا يأتي.
من منا لم يعاني الفقد في فترة من عمره طال أو قصر؟ من منا لم تلسعه شوكة الحنين من حين لآخر؟ وإن للفقد مرارة تجعلنا لا نستطعم ملذات الحياة كما يجب، إما لفقد أحبائنا بالموت أو حتى بالرحيل، أو شيء ألفناه منذ الصبا، أو شيء استجلبناه بقوة العزم، أحدث فرقا في حياتنا.
ليس ذلك فحسب، فهناك ما هو أشد قسوة، كأن يكون الفقد لقيمة عظيمة في حياتنا، تضمحل في غفلة منا حتى تتلاشى، فإن انتبهنا لا نجدها، فتكون الحسرة؛ فلا شيء يذهب بين عشية وضحاها، ولكننا نغفل أو نتغافل، ثم نتألم.

زر الذهاب إلى الأعلى