التوأمان.

قصة : عيشة صالح محمد
في طريق العودة من المدرسة يوسف وأصيل يسيران معا، وهما تلميذان في الصف الخامس، كان يبدو على يوسف ملامح الحزن، قال له أصيل :
ما بك يا صديقي؟ مضى على وفاة توأمك عماد أكثر من أربعة أشهر، ومنذ ذلك الحين لم تعد تتحدث أو تلعب معنا.
رد عليه يوسف والحزن ما زال على وجهه :
لا أستطيع تحمل فقدان أخي، كنا لا نفترق أبداً.
أصيل : أنا آسف لسماع ذلك، هل تشعر بالحاجة إلى الحديث معي أو مع شخص ما؟
تذكر يوسف شيئا ثم قال :
نسيت أن أخبرك، لقد حمّلت تطبيقا على الآيباد يتيح لي التحدث إلى روبوت، حملت عليه صورة أخي عماد وسميته ( عماد) يمكنني التحدث إليه ويجيبني في أي وقت، وكأنني أتحدث مع عماد.
قال أصيل باندهاش : شيء مذهل أن تتحدث مع روبوت في تطبيق، ولكن هل يمكن لهذا أن يعوض عن غياب أخيك؟
نظر يوسف إلى بعيد وقال :
أنا أستمتع بالتحدث إلى أخي، أقصد الروبوت الذي سميته باسم أخي.
يسكت أصيل وعليه ملامح التعجب.
وعندما وصل يوسف إلى البيت، أمسك بالآيباد وأخذ يتحدث إليه بسعادة قائلاً له :
لقد اشتقت إليك يا أخي، ها أنا عدت من المدرسة.
الروبوت يصدر صوتا : وأنا كذلك اشتقت إليك كثيرا.
وفجأة توقف التطبيق عن العمل :
حدث يوسف نفسه بحزن : ماذا حدث؟ لماذا لا يستجيب الروبوت؟ أريد أخي؟
وفي هذه اللحظة يدخل والد يوسف الغرفة ويبدأ بالتحدث مع يوسف قائلاً له :
يوسف يا حبيبي، هذا مجرد تطبيق لتستفيد منه في الحصول على معلومات مفيدة في مختلف العلوم والمعارف، لقد أشغلت نفسك بالتحدث إليه، وأطلت البقاء في غرفتك وحيدا.
رد يوسف بحزن : أريد شيئا يعوضني عن أخي يا أبي.
جلس والد يوسف إلى جانبه وقال له :
أنت بحاجة إلى التواصل مع الناس الحقيقيين لتتغلب على حزنك، نحن وأصحابك نفتقدك.
نظر يوسف إلى أبيه وقد أزال الحزن عنه ملامحه وقال :
“معك حق يا أبي.”
وبعد أن غادر والده الغرفة، جلس يوسف يفكر بينه وبين نفسه “يجب أن أخرج من عزلتي، وأعود للعب مع أصدقائي، الأصدقاء هم من سيخفف عني حزني، وليس الروبوت الذي لا يشعر بما أشعر به، ومن اليوم فصاعدا سوف أستخدمه في الحصول على معلومات مفيدة فقط”
ثم خرج يوسف من غرفته وذهب ليستأذن من أبيه لكي يخرج للعب مع أصدقائه.
وفي الملعب الواقع خلف البيت كان أصيل ومجموعة من الأصدقاء يلعبون الكرة، وفجأة التفتوا فرأوا يوسف قادماً إليهم، فصاحوا جميعا بفرح :
“أخيرا عاد إلينا صديقنا يوسف”
“عاد كابتن الفريق”
جرى يوسف نحو أصدقائه وقال :
كم أشتاق للعب معكم، هيا بنا نلعب.