عزّة والزّومبي ..
كتب : لينه لونا الجزائرية
(2024) كانت المخلب الموجع الذي أماط اللِّثام عن حقيقة العالم المفترس، هتَكَ سترَ النِّفاقِ كلّه وعرّى سوءاتِ الشّقيقات! فاحترفن البغاء جهرا، فيها اشتعلت أنياب الإخوة “الزومبي” نارًا وسُمّا، لتنغرز في خاصرة عزّة المحاصرة، وعزّةُ كانت حبلى، حبلى لعشرين عامًا ولم تضع حملها، عزّة كانت حبلى بالأمل الوحيد وممّا تبقّى من كرامة أمّة، فسيلة الكرامة تلك وغصن الإباء ذاك المضرّجان بالدمّ (المُعنبَر) لم يجدا موطنا ولا منبتا، فقفزا إلى رحم البتول عزّة…في انتظار المخاض العسير.
بدأ المخاض وها هي عزّة تفتح فاها للرّطب وتتأهّب للميلاد العظيم!
ستُنادى من تحتها؛ من تحت أنقاض البيوت، من بين جماجم الشهداء و ستحمل إليها الرياح البشرى في أكفّ الوِلدين الصّغيرين مع ذرات رماد الخيم :
لا تحزني قد جعل ربّك تحتك سريّا!
ستأكل عزّةُ وتشربُ وستقرّ عينا، ثم ستنذر للرحمن صوما، وحقّ لعزّةَ بعد اليوم أن لا تكلم منّا إنسيا.
حقّ لها أن تؤسّس لنفسها دنيا تعلو عن دنيانا وأن تنفرد وتنفلِتَ من عقد العار، لتتوسّط كلؤلؤة نفيسة تاج الوقار!.