آداب وفنون

وخز الفراق

شعر: سعيد الخضر بن علي العمودي

على صهوة الأرزاء طيف أساومه
يقاسمني الأحزان .. حينا أقاسمه

يسائلني أين الربيع وورده
وكيف اختفت عنا سريعا مواسمه

وكيف بنا والصبح ولى مسافرا
تودعنا أضواؤه ونسائمه

وأين الشذا الفواح ? ما عاد فائحا
وغابت عن الروض البهيج حمائمه

وودعت الأكوان شمس نهارنا
ونجم السما في الأفق تاهت معالمه

وأين مثال الجود والبذل والندى
يمينا لقد مات السخاء وحاتمه

مشينا على الأشواك من بعد شيخنا
وفي دربنا موج الفراق نلاطمه

وذكرى إمام العصر فينا ترسخت
تلازمنا آثاره ونعائمه

هنا مجلس للذكر ناح بحرقة
هنالك يتلى نظمه وتراجمه

هنا سيدي ما زال يرنو لجمعنا
وفي كل عيد فهو للعيد حاكمه

يمازحنا يهدي التحايا محبة
فنحن بنوه القاصرون .. براعمه

إمام جليل القدر أنقذ أمة
وقد عظمت أخلاقه ومكارمه

قضى وقته للجيل يرشده إلى
معانقة العلياء والحق داعمه

تجلت له الأفهام يغرف بحرها
وما ضعفت في الدين يوما عزائمه

أتانا بفقه يحفظ الفرد سالما
تأصل بالنص الشريف قوائمه

علوم تقي الإنسان فهي ملاذه
ومن حمأة الشر الخطير عواصمه

تحصنه من فتنة وبلية
إذا عمت الوقت المخيف قواصمه

وإن كشرت أنيابها الحرب في الورى
تدق على الأحجار كسرا صوارمه

تقي نقي فاضل متبتل
مجدد هذا العصر حقا وعالمه

يقابل بالإحسان إسفاف معتد
ولا يعتدي إن رام شرا مصادمه

تفرد بالإبهار في كل ساحة
فمبدؤه زين .. وحسنى خواتمه

عليه رضا الرحمن دوما وسرمدا
وفي جنة الفردوس ربي راحمه

سعيد الخضر بن علي العمودي
مساء الخميس
2 محرم 1445 ه‍
من الإرشيف
في الذكرى الأولى لوفاة الحبيب الإمام أبي بكر العدني بن علي المشهور رحمه الله تعالى

زر الذهاب إلى الأعلى