السعي والسراب ..
شعر : محمد أبو ليث الغالظي
يثابر المرء في الدنيـا ويجتهد
وهمـه الجـاه والأمـوال والـولـد
ويشغل البال طول الوقت منهمكا
ويتعـب الحـال والأذهـان تنشـرد
يـقـلـب المـال لا يأبـه بـمصـدره
قد يظلم الخلق قد يطغى ويضطهـد
ويحسب الفقر في الإنسان منقصة
والمـال مـكرمـة للخـلـق تعتمـد
لا علم أو أخلاق في عينيه ترفعنا
يـهمـه الشكل والألبـاب لا تـفـد
يناظر الجسم قبل العقل وأسفي
ويظهـر الـود لكـن طبعـه الحسـد
ويعبـد المـال كم بالمال من تلف
كم من لئام لأجل المال قد سـجـدوا
يسلـي النفـس بالأمـوال من تـرفك
ويبتغي السعد إن الناس قد سعدوا
فيكتسي الحزن فوق الهم مضجرة
يشقى بـذا المـال، والأفـراح تبتعـد
فيعتريه الـداء والأسقـام من جهة
ويكثر الوهـم والأعـداء والنكـد
ضـغـط وسكـر أسقـام منوعـة
هـم وغـم فـالأمـعـاء والـكبـد
فـينـفـق المال بحثا عن سـعـادتـه
فيـخسـر المـال لا مـال ولا جـسـد
لامـال للـمـرء بعـد المـوت ينفعـه
إلا الـذي كـان بالخيـرات يحتصـد
ياشاغل البال إن الـرزق منكتب
والعبد دومـا على الـرزاق يعتمـد
تسجل الآجال والرزق في ورق
مكتوبة للخلق حتى قبل أن يلدوا
الـرزق منكتب، والعمـر منحسب
والأمـر ماض، والملكان قد شهـدوا.