آداب وفنون

فارق الحياة ذَلك الشخص العظيم

خاطرة / زُبيدة أحمد الحريري

لنا خال ما رأينا منه مُنذ مُقتبل عمرهُ سوى السعيّ وحب الخير للغير ونستأنس بحضوره، ولم يكُن بيننا وبينه حديث قط، لكنه كان يعرفنا ونعرفه ونحبه فاللّٰه، وفي حينا الطويل الذي نقطعه سيراً في اللِقاءات ، كان كُلما مرَّ لِقاءنا نستأنس ونفرح وننبسط ونبتهّج في حضوره معَنا وكأن لمن تقطعنا الأيام وتبعدّنا المَسافات يوماً، دوماً كعادته الدؤوبه في مدّ يدَّ العونْ لمِن هُم حوله، كان رَحيم، حنيّن، ودود، هيّن، ليّن، شُجاع، يحب الأهل والأحِبة والأصدقاء أيضاً، كان أثره طيبّ في كل مكان وزمان، كهذا يبكي عليه القلبّ والعَين، يهتزّ الوِجدان لأجل رحيله، لأن غيابه سيُحدث فتقاً في أخلاقيات البَشر، عسىٰ أن تكُن مُرتاحاً يا خالي العزيز، أخيراً في نفحة من نفحات النعيّم والقُبول، وعسىٰ اللّٰه أن يعوضك عن هلكة السعيّ في أرض تستنزِف كل ما في المَرء من صبر وسِعة، ندعي لك بالرحمة والمَغفرة وأن اللّٰه يبرد على تُربتك، بكينا عليك كثيراً دون وَعيّ، وسَنبكي بِحرمان لُقياك وشوفتك البَشوشه، لأن لَن نتوقع بأنك سَتُفارق الحياة سريعاً، وفاتك فاجعه على قلوبنا، لكن قدر اللّٰه وما شاء فعل أن يأخذ أمانته، ويضعك في دار أفضل من دارك، ذكراك دوماً كَـ ذكرى المروءة والأدب والأخلاق وحب الخير التي قل مَنسوبها بِمغادرتك السريعة.

وكدأب كل امرىءٍ نبيل، كانت روحك مَليئة بالسعادة وضحكتك بلسم جراح، استأذنت سريعاً وما كُنت ثقيلاً على أحد، كُنت دائماً الأب، الأخ، الصَديق، الحَبيبّ لكل من يُعرفك، كُنت تمُر ما تضُر، خفيف في الحضور وبَشوش في المَلامح، وطاهر في القلبّ، وفعلاً ذو أخلاق عالية، ربط اللّٰه على أفئدة عائلتك وعلى قلوبنا جميعاً بالتسليم المَتين، وسَاق إليهم أرزاقاً وبركات ورحمات وصبراً إلى يوم لُقياك على سُررٍ مُتقابلين، لا تسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً إلا قيلاً سلامًا سلامًا، في جنّة الخُلد ورَحمة اللّٰه تغشاك.

يا خالي خالد زكريا يا حَبيبّ الكُل وعزيز القلبّ ستبقى ذِكرى وفاتك مُخلدة في قلوبنا 2024_8_26 حُزن لا يَزول، وذِكرى لا تموت وداعاً أيُها الحَبيبّ .

زر الذهاب إلى الأعلى