آداب وفنون

غيوم على مفرق نبض

خاطرة: بشرى أبو طافش

غيمة (1)
منذ عمر
وأنا أقطن غيمة
لذا أهطُلُني دمعاً على هيئة مطر
إلّا أنّني أبداً ما بدّلتُ يوماً
حقيقة الماء بوهم السّراب

غيمة (2)
راكضون على ظهر غيمة
لا أرض تتلقّانا
ولا سماء نلتحفُها هناك
بلا أوتاد معلّقة في الفراغ
خيمتُنا البشريّة..كتغريبة

غيمة (3)
جنونُك الذي عصف بي
ذات نهارٍ ضبابيّ
وعدني بكثيرٍ من الصّحو
حملني على غيمة
ومنذ ذلك النّهار
تناثرت الغيمة تحتي نُدُفا
إلّا أنّني.. أبداً لم أسقط
فقد ارتفعت بحبّك
وصحوت بجنونك العاقل
أيّها الكرم النّبيل

غيمة (4)
بين كلّ غيمتين ممتلئتين بك مطراً
أحاول.. وأحاول
أن أتنهّدك صحواً

غيمة (5)
كُلّهنّ
أغرقنك طيناً
ووحدي هطلتُكَ مطراً
أغدقتُكَ حياة
ألستُ – في عمرك –
من بينهنّ
الغيمةَ الفارقة؟!

غيمة (6)
بعضُ الحبر مطرٌ يغسلُني
أعود به
غيمة حُرّة
شهيّة الولادة
ناصعة الاحتضار

غيمة (7)
فلْتتلبّدِ الغيومُ ولْتتكاثف
ما همّني وأعماقي تكوّر الشّمس؟!

زر الذهاب إلى الأعلى