في كل الزوايا ..

شعر : حسام غانم
في جيوب ذاكرتي
بقايا رماد
وحديث في الحب
كلما غافل القمر الرقاد
تكاثف وأمطرني من كل ناد
وبانفراد ليس كأي انفراد
تسكن حبيبتي في كل الزوايا
تلبسني كأحلى الخطايا
تكتبني عشقاً على مقاس شعرها
ترفعني كالموج لعتبات صدرها
تُخيّم كحلتها على صحرائي
كنصف خيمة بلا أوتاد.
في جيوب ذاكرتي
لعينيها بلاد لا تشبه البلاد
إن تحضر هي أو تغيب
لها سبي بابلي للقلب
وتفرّد وتمرد واستبداد.
في جيوب ذاكرتي
تُقيم معي كالمداد
كمدينة منسية وماهي بمنسية
تمارس عاداتها اليومية
تطهو لي صنوف الأحلام
تُطيّر من نافذتها الحمام والتوليب
تٌطعُم شفاهي العسل والزبيب
وتصير لي قبلاتها وحضنها
خواتماً وسلاسلاً و أصفاد.
في جيوب ذاكرتي
يتفتح عطرها كأزهار الخزام
المكان مطوق بالشعر
والزمان يسرقني من الزمان
أُقلِّب في دفاتري ضحكتها
أتعثر بهمساتها بمشيتها
أتعلَّم الحب كالطفل في مدرستها كالحروف وجدول الضرب والأعداد
في جيوب ذاكرتي
لازلت أكمل وأدون الحكاية
في كل يومٍ أنتهي
ومن ثم أعود وأعود
لأول السطر لشغف البداية
أهو الحب الذي بها ولها لاينتهي
أم هو ذاك المشاكس قلبي
العنيد المحارب المعتاد يمضي
كفارس بلا جواد.
في جيوب ذاكرتي
روزنامة للحب معها وألف ميعاد
الغربة تقطف أوراقي
وأوراق قلبي تتكاثر لأجلها وتزداد
وأنا اعتياد الشوق لها
حتى ملّني وأرّقني وأنهكني
الانتظار والوله والاعتياد
سيشرق غداً بنا أنا متيقن
كالقابض على جمر التوق
كالعازف على أوتار الشوق
كآخر عازف ناي ٍ وعوّاد
لأن الحب يا صغيرتي جرفنا
و أعظم من كل سخافات خوفنا
وانتصار على يأسنا وظروفنا
ووعد صادق وأروع اعتقاد.
سأبقى على العهد له
يهزمني تارةً وأهزمه
ماذا سيبقى لنا إن نحن نظلمه
ومن يضيء دونك ليلي ويغرمه
بهذا الحضور وهذا الاتقاد
فبك تجتمع تضاريس البلاد وتتشتت كل غيوم العمر في قلبي وفي عيني وينزل القمر مساء لأجلنا ليلعب الطميمة مع الأولاد.