آداب وفنون

من المنزل..!

خاطرة : عبدالله محمد العمودي

 

من المنزل تعلمت أشياء كثيرة، كل ذلك بفضل أمي. كانت تنطق اسمي بحب على لسانها باستمرار، تفاجئني يوميًا بالهدايا الصغيرة وقطع الشوكولاتة، وخاصة في عيد ميلادي. أمي التي قالت لي يومًا : “كن قويًا وعاود النهوض من جديد.” كانت تخشى علي حتى من أبسط القصص التي تراها عادية، لكن في نظرها، هي تملك قدرة على التأثير.

 

في أحد الأيام، كتبت لها نصًا صغيرًا من عشرة أسطر فقط. قرأته بابتسامة وقالت لي : “كم أنت رائع يا ولدي، واصل الكتابة.” من تلك اللحظة، تعلمت كيف أتحدث مع الآخرين، وكيف أضع قدمي على طريق الحياة بثقة.

 

أمي كانت دائمًا تقول : “لا تقلق، ستصل عما قريب.” بفضلها تعلمت أن أثق بكلماتها حتى لو بدا لي الأمر بعيدًا. قالت لي بصوت هادئ يومًا : “ستتغلب على مخاوفك، وحتماً ستصل، لا تقلق.”

 

من المنزل، تعلمت كيف أرسم خارطة الطريق للأمام، وكيف أترك الماضي خلفي. تعلمت كيف أعتني بنفسي، وكيف أنتبه لكلماتي حين أتحدث مع الآخرين. هناك أمور بسيطة قد لا يفهمها الآخرون، لكنها رسمت لي طريقًا مليئًا بالأمل.

 

نعم، من المنزل تعلمت كيف أجتاز الصعاب وأهزم مخاوفي. وفي النهاية، تعلمت كيف أمشي نحو الأمام بخطوات واثقة، كل ذلك بفضل أمي.

زر الذهاب إلى الأعلى