مواضيع مكررة
قصة: عبدالله محمد العمودي
كل يوم كان طه يتحدث معي في نفس المواضيع، مواضيع حفظتها عن ظهر قلب. في البداية، حاولت تلميحًا أني أريد شيئًا جديدًا، فكرة مختلفة، لكن طه كان صريحًا وقال: “رأسي فارغ من المواضيع الجديدة”. تعجبت من إصراره، ولكن قررت الانتظار لعلّه يأتي بشيء جديد.
ورغم إلحاحي، كان طه يستمر بنفس المواضيع، ليس معي فقط، بل حتى مع أخيه سالم، ومع أصدقائه. يبدو أن لديه مخزوناً محدوداً من الأفكار، أو ربما اعتاد على روتينه لدرجة أنه لم يعد يرى أهمية في التجديد.
وفي يوم من الأيام، قلت له: “طه، هل ستظل تكرر نفس المواضيع؟ جرب أن تتحدث بشيء مختلف، أو اصمت إذا لم يكن لديك جديد!” ردّ طه ببرود: “هذا ما عندي.” شعرت حينها بالملل واليأس، فليس هناك ما يمكن أن أفعله لتغيير طبيعة طه.
مرّت الأيام وطه كما هو، مواضيعه مكررة ولا جديد فيها، أما أنا فقررت أخيرًا أن أحاول تجنب هذا الحديث المتكرر.