أنا عاشق للحب أهدى شبابه
شعر: بلال الصوفي
أنا عاشق للحب أهدى شبابه
فجاءك يتلو في الدياجي كتابه
يخر على الأشعار في الليل عاكفا
وأوتاره تمسي تناجي ربابه
هواك غدا همي مدى العمر كله
ولولاك لم أحسب لشيئ حسابه
محب أنا إياك جدا وعادتي
إذا بان وجه الخل أنسى عتابه
أصير ملاكا إن فؤادي وصلته
وأرخى فضاء الوصل فوقي سحابه
أروم التلاقي مذ سنين ولم أزل
وآمل أن لا يغلق الوصل بابه
ولا ضير إن أعلنت جهرا بأنني
عشقت الذي أهوى وأبغي اقترابه
أسر أنا بالوصل أن جاء مقبلا
ويهلكني إن كشر البين نابه
أنا ليس همي الخلق والناس كلهم
إن اختلفوا يوما وإن هم تشابهوا
جمالك لم أعهد لدى الخلق مثله
وما أنا في لولاه والله آبه
وما كل ثوب زين الجسم إنما
يزين أمسى رب جسم ثيابه
وما كل نقش زينة الكف إنما
يزين حينا حسن كف خضابه
أيا نجمة الشعرى ويا أيها السهى
إليك فؤادي جاء يتلو خطابه
على الحل دليني إذا الليل زارني
وأرخى على الأكوان ليل حجابه
وعم على الأكوان ليل بكله
وبث على الأصقاع أيضا ضبابة
وباتت عيوني ما أمامها
وأدرك طرفي في الليالي عذابه
أنا من له قلب محب وطبعه
فؤادك ما ناداه إلا أجابه
أنا للهوى والحب عمري نذرته
وما هم قلبي في الهوى ما أصابه
وإياك من أرجو وأنت التي لها
فؤاد أنا لاشك رمت اكتسابه
إليك خذيني الآن هيا وعجلي
حدوث لقاء قد أطلت ارتقابه
على كفك اليمني فؤادي أنا رسى
وما زال في كفيك يبقي غيابه
أنا مذ بدت عيناك لي يا حبيبتي
وآنست حسنا فيهما لا يجابه
بحبك قد آمنت من غير ريبة
وما القلب أبدى في هواك ارتيابه
وهاك فؤادي فاقرأي ما شعوره
وأنت إليها العشق أبدى انتسابه
فضمي فؤادي في أكفك واجعلي
له بالتلاقي يا حياتي ثوابه
أنا لم يعد قلبي بصدري وإنما
بحضنك قلبي قد أطال اغترابه
أنا لم أعهد أخشى سوى البين حاجة
وفيما سوى هذا أنا لن أهابه
فهيا إلى لقياك قلبي أنا خذي
ولا تجعلي طول التنائي عقابه
ويا عذبة الإحساس اني لشاعر
كأن تلاقينا لمحت اقترابه
وما بيننا كل المسافات قد غدت
أراها تساوي طول قوس وقابه
أنا إن رأى قلبي عليك ابتسامة
وآنست فيك الرمش أرخى حرابه
جعلت فؤادي بالصبابات ثاملا
ومن ثغرك المعسول آتي شرابه
وما الكرم والأعناب يسكرن طالمما
غدا الخمر من ثغر جميل لعابه