آداب وفنون

صمت وصلاة..!

شعر : د . ملاك سعيد

إلى المنفى رميت أعزائي

ولم يبق أحد من أعزائي

غير الذين رميتهم أمسى

لا أهلاً ولا خلاً ولا أحبائي

فُرغتُ حين رميتهم بالأمس

وذاك الجرح لم يبق في أحشائي

فليس لي ذكرى سوى الجهل

كيف لي رسم الأمل قرب أعدائي

فراغ صدري اليومَ كما البيداء

لافُرس ولا خيل في بيدائي

وساد الصمت داخلي ولم أهدأ

خليط الغضب والصمت ردائي

أيعقل أن أعاشرهم وا أسامحهم

أعيدُ الجرح جرحً من غبائي

إليك اللود أعوذ وأشتكي صمتا

إليك أدعي وأبكي فأنت رجائي

حبيبي إلهي شكيتكَ منْ هُم

من كانوا بالأمس أهلي وأقربائي

هل القرب قرب الغُلب والضعفى؟!

فلا قربً أُريد منهم ، طال اشتكائي

سوف أبغضهم وأعفو عن النفسا

وأرفع دعوتي صمتاً لرب السمائي

يُغلبني كُثرتهم من كانوا قبلُ فردا

وأنا وحدي أحاربهم حتى انطفائي

واليوم أجهلني حين حنين قلبي

وهل الحنين ياقلبي يصلح هوائي

أحزنني من كنت أظنه كتفي

فصار بندقهم فأين اكتفائي ؟!

وطلقتُ النار منهم لم تُمتني

ما مُت إلا من بندقهم دوائي

والعيب حقاً ليس مني ولا منهم

العيب عيب من ظننته اكتفائي

يراني متالماً و ألفظ النفسا

تغاضى متجاهلاً نزيف دمائي.

زر الذهاب إلى الأعلى