حديث امرأة
خاطرة: عيشة صالح
كيف لكفِّ أن تعلو على جدار روحي، وقد نُسجتْ أركانها من ضوء؟
أيُّ يدٍ تلك التي ترى في أنوثتي هشاشة، فتختار أن تُحطِّمها بقسوة؟ ألا يعلمون أن جبلاً راسخاً في كياني، ولست رمالاً لينثروني؟
يا لهذا العالم الذي يحاصرني بعنف صامتاً أحياناً، وصاخباً في أغلب الأحيان. كلمات جارحة، نظرات لاهثة، قوانين تُكبل الحلم كما تُكبَّل الريح في زجاجة مُحكمة الإغلاق. ومن بين هذا كله، يتجلى العنفُ في صورته الأكثر وحشية، حين تصبحُ اليد سوطاً، والصوت مصدر رعب.
هل حقاً يُكسرُ الضوء بالظلمة؟ هل ينحني السنديان أمام رياح عابرة؟ لن يقرؤوا في ملامحي تاريخ صراخ مكتوم. غسلتُ ما علق في القلب من رماد أيام عجاف، نزفتْ دموعي قصائد ثبات.
أنا لا أهرب، بل أضع المرآة أمام قبحهم، متى شِئت أشهر كلماتي تمزِّق غطرستهم. أعلم أني أصمت في كثير من الأحيان. لم يكن خوفاّ، فأنا أتقن لعبة الصمت جيداً… هو انتصار للغة لا يفهمها الضعفاء.