ذكرى لا تُنسى
قصة: عبدالله محمد العمودي
عبد الرحيم كان يحلم دائما بأن يحتفل بعيد ميلاده، خاصة أن هذا العام سيكون الأول في حياته الذي يجرب فيه هذه الفرحة
جمع أصدقاءه وتخيل الحلوى والشموع، لكنه تفاجأ برفض أبيه القاطع:
ليس من عاداتنا أن نحتفل بأعياد الميلاد يا بني.
حاول عبد الرحيم أن يناقشه: لكن يا أبي، ماذا لو جربنا هذا الأمر مرة واحدة؟ الجميع يحتفلون، فلماذا نحن مختلفون؟
لكن الأب كان حازما: لا يعني أن الجميع يفعلون ذلك أننا يجب أن نفعل. التقاليد أهم.
أصيب عبد الرحيم بخيبة أمل كبيرة، لكنه لم يتوقف عن المحاولة
كان يعيد طلبه يوما بعد يوم، وكل مرة كان والده يرد بنفس الكلمة: التقاليد.
وفي أحد الأيام، رأى الأب ابنه جالسا وحده في زاوية الغرفة، يحمل دفتره ويرسم عليه كعكة عيد الميلاد التي لن يحصل عليها.
شعر الأب بوخز في قلبه. لماذا يرفض؟
هل حقا بسبب التقاليد؟
أم أنه كان يخشى شيئا آخر؟
في تلك الليلة، جلس الأب مع نفسه طويلا، وأعاد التفكير في الأمر
في الصباح التالي، وقف أمام عبد الرحيم وقال بابتسامة: جهز نفسك يا بني، سنحتفل بعيد ميلادك.
لم يصدق عبد الرحيم أذنيه: “حقا يا أبي؟ لماذا غيرت رأيك؟
أجاب الأب بابتسامة صغيرة: لأن سعادتك هي التقاليد الوحيدة التي أؤمن بها.
تحول اليوم إلى ذكرى لا تُنسى. ضحك الأب وابنه معا، وكأن الاحتفال لم يكن بعيد ميلاد عبد الرحيم فقط، بل بولادة ذكريات جديدة تجمعهما..