تأجيل حديث
قصة: عبدالله محمد العمودي
جلس العم ناصر في شرفته المعتادة يتأمل غروب الشمس، واستدار نحو ابنه يحيى قائلاً: هناك أمر خاص أريد التحدث عنه، لكن ليس الآن، سنؤجله ليومين.
استغرب يحيى، لكنه انتظر. بعد اليومين، قال العم ناصر: ليس الآن، بعد أربعة أسابيع.
تأجل الحديث مجددًا، حتى جاء اليوم الموعود، حيث قال العم ناصر بهدوء:
أنا مريض بمرض خطير لا علاج له.
تجمد يحيى في مكانه، وسأله بقلق: هل أنت بخير؟
ابتسم العم ناصر وقال: لا تقلق، أنا بخير الآن، ولكن المرض سيأخذ وقته، وفي يوم من الأيام لن أكون هنا.
شعر يحيى بقلق شديد، فقال له: لماذا كل هذا التأجيل؟
أجابه العم ناصر: هناك أمور صعبة، كنت أبحث عن اللحظة المناسبة لأخبرك. أنت الآن الرجل الذي أثق به، وأريدك أن تتحمل المسؤولية وتكون السند للعائلة عندما أرحل.
كانت كلمات العم ناصر ثقيلة على قلب يحيى، لكنه شعر بشعور جديد بداخله، شعور بالمسؤولية.
قال له: أبي، سأكون كما تريد. سأحمي العائلة وأتحمل المسؤولية، لكنك ستبقى معنا.
ابتسم العم ناصر وقال: لتكن كما تريد يا بني، فقط عيش حياتك بشجاعة، وكن قويا.