آداب وفنون

سرطان الأصدقاء

كتب: رُبا أحمد محمد

في حياتنا، نواجه العديد من التحديات والعقبات، لكن أصعبها قد يكون عندما يأتي الألم من أقرب الناس إلينا. “سرطان الأصدقاء” هو تلك السلوكيات السلبية التي تنمو ببطء في علاقات الصداقة، مثل المرض الذي ينتشر في الجسد دون أن نشعر به في البداية.

يبدأ سرطان الأصدقاء بالغيرة الصغيرة، بالمنافسة غير العادلة، بالكلمات الجارحة التي تتسلل بين الأحاديث العادية. يتحول الصديق إلى شخص يملأ حياتنا بالسموم، يُغذّي الشكوك والغيرة ويزرع بذور الفرقة بين الأصدقاء.

هذا السرطان لا يظهر فجأة، بل يتغلغل تدريجيًا في النفوس، يلتهم أواصر الثقة والمودة، ويترك خلفه ندوبًا عميقة. تجد نفسك فجأة محاصرًا بشبكة من الأكاذيب والخيبات، تشعر بالغربة حتى بين أقرب الناس إليك.

للتغلب على هذا السرطان، يجب أن نكون واعين ويقظين. علينا أن نتعلم كيف نفرّق بين الصديق الحقيقي والصديق الزائف، وكيف نحمي قلوبنا من التأثيرات السامة. الصداقة الحقيقية تقوم على الدعم والاحترام المتبادل، على الصدق والإخلاص.

حينما نشعر بأن العلاقة بدأت تُصبح سامة، يجب أن نتحلى بالشجاعة للوقوف أمام هذا السرطان ومواجهته. علينا أن نتحدث بصراحة، أن نعبر عن مشاعرنا وألمنا، وأن نكون مستعدين لاتخاذ القرارات الصعبة إذا لزم الأمر.

في النهاية، علينا أن نتذكر أن الحياة قصيرة جداً لنُهدرها مع من يُضعفنا ويجعلنا نشعر بالضياع. فلنحرص على أن نحيط أنفسنا بأصدقاء يرفعون من شأننا، ويدعموننا في كل مرحلة من مراحل حياتنا.

زر الذهاب إلى الأعلى