أبن أبي أنا..!

كتب: قاسم الشعيبي
أنني في قاع البئر اصرخ ، اصرخ بنبرة صوت يقشعر لها البدن من شدة ألم الظلم الذي ينبع من قاع البئر رغم أن صوتي يتردد صداه في كل زوايا المزرعة إلا أنه لم يسمعني أحد!!!
اشتهي أن أرى وجه أبي ولو دقيقة واخبرة عن كل ماحدث لي بعد موته وكل الاقنعة التي انتزعت من الشياطين المرتدين ثوب الأخوة أو الشريك و الشريكة، أخبرة كيف سجنوا ابنه المفضل في قاع البئر المظلمة بين مياه الظلم نتنة الرائحة.
أظن انني لا استطيع اخبارة فرؤية وجهه ستنسيني كل ما تذوقته من المر و الظلم
فرؤيته تجعل قلبي منتفض طرياً لحظة رؤيته، أجمل من إحساس عروس ترقص فرِحة في ليلة زفافها.
في ذات ليلة كنت افكر وأنا على سريري قبل أن اغمض عيني بالنوم ، فكرت بكل ماحدث لي وكيف انني كنت أعيش بوسط نرجسيين فقد كانت حياة بوسط غابة يملاؤها الجرذ النتنة المتوحشة رغم صغر حجمها إلا انها تسبب الأشمئزاز.
واغمضت عيني ويملئني الغصة المؤلمة ولكن سرعان ما انتهى ذلك حين غرقت بالنوم ورأيت أبي بجانبي وننظر سوياً إلى غروب الشمس وقتها كان رأسي على كتفة والعجيب بالأمر أنني بالمنام كنتوا طفلًا أي قبل أن أملك اللحية الخاصة بي الذي اهداني بها القدر، حينها اتذكر انه قال لي أبي بالمنام لاتقلق يا بني فالله معك ، لاتيأس يا بني فالحق سيظهر ، أستمر يا بني على تثبتك فأنت بالطريق الصحيح، السلام عليك وعلى قلبك فقلبك لا يليق به الحزن ووجهك لا يليق به سوى الإبتسامة، وعساك تجد شيئًا يرمم روحك من جديد فأعلم أن العوض قادم وأنك حتمًا ستجبر مهما طال ليلك ففجرك قادم لا محالة، فأقترب من الله واستأنس به، والسلام لقلبك.
استيغضت وكأن جسدي يملئة تياراً كهربائياً 30 ألف أمبير، و 500 جول من الطاقة ، حينها أتخذت قرار أن لا اتردد بالجهاد، لا أستسلم بالنضال حتى آخر نفس.
نعم أنا أبن أبي الذي ورثت منه النزاهه والمثابرة، أنا أبن أبي الذي لا يستسلم ولا يرتدي الاقنعة، أنا فخر أبي .