رحلة اصطياد

قصة: عبدالله محمد العمودي
أيش رأيك نروح البحر نصطاد؟ ونبيع السمك، نجرب حظنا..
قالها صديقي، وهو يحاول إقناعي. كنت مترددا قليلا، ليس لأنني لا أريد الذهاب، ولكن لأنني أعرف ما سيحدث لي هناك.
كل مرة أركب القارب وأطلع البحر، أشعر بالغثيان، وأتمنى أن لا يحدث ذلك هذه المرة.
مع ذلك، لم أستطع أن أرفض. ربما يكون اليوم مختلفا، وربما نجد صيدا وفيرا يجعل الأمر يستحق العناء.
دفعنا القارب إلى الماء، كانت الأمواج خفيفة لكنها لم تكن هادئة تماما. أخذنا نحرك المجاديف ببطء حتى وصلنا إلى نقطة مناسبة للصيد.
لا أدري لماذا شعرت بشيء غريب تلك اللحظة، كأن البحر يخفي عني أمرا لا أعرفه.
تجاهلت إحساسي وأنا أساعد صديقي في تجهيز الشبك.
رمينا الشبك للمرة الأولى وانتظرنا.. رفعناه، لم نجد شيئا.
رميناه مرة ثانية، ثم ثالثة، وفي كل مرة كان يخرج خاليا. كنت أنظر إلى وجه صديقي، أرى فيه القليل من الإحباط لكنه لم يقل شيئا وأنا أيضا لم أعلق.
كنا نأمل أن تأتي المحاولة القادمة بنتيجة، لكن الحظ لم يكن معنا.
أخرجنا العشاء السفري الذي جلبناه معنا، صديقي بدأ يأكل، أما أنا، فبقيت أنظر إلى الطعام دون أن أستطيع لمسه.
الغثيان بدأ يزداد، والموج الخفيف صار يبدو أقوى مما هو عليه.
تمنيت أن ينتهي هذا اليوم بسرعة، أن أعود إلى البر، وإلى البيت، أن أستلقي في سريري، إلى أي مكان بعيد عن هذه الحركة التي لا تتوقف.
بعد عدة محاولات أخرى، قررنا العودة.
لم ننجح في اصطياد أي شيء، وكان البحر يبدو كأنه يضحك علينا.
في طريق الرجوع، صمتنا طويلًا. لم يكن لدي شيء أقوله، كنت فقط أفكر.. هل سأعود إلى البحر مرة أخرى؟ هل سأكرر هذه التجربة؟ أم أنني سأترك البحر لأهله، وأبحث عن طريق آخر؟